مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):

كاميرات ألمراقبه... إستراتجية أمنية لابد من تطبيقها في عدن

الجميع يدرك أن هناك عمل منظم , قذر وخطير يستهدف الجانب الأمني ,الإنساني والخدمي في عدن , وهناك انتشار واضح للجريمة و المخدرات والإرهاب , وللأمانة الأمن في عدن لا يتوقف وبشكل يومي عن إلقاء القبض على ألقتله والمجرمين ومروجي المخدرات وخلايا الإرهاب , ولكن السؤال هو لماذا لا يفكر المسئولين الأمنيين و التحالف في عدن في بناء شبكة من كاميرات المراقبة على غرار دول التحالف نفسها , لان هذا النظام جزء من المنظومة ألأمنية وفعال جدا و أصبح منتشر في كثير من البلدان وفي كل مكان فيها في الشارع ,المنزل ,المدرسة , الباصات , المكاتب ,المطاعم والمحلات التجارية , محطات السكك الحديدية , الفنادق , حتى في الطبيعة , لأنها تخفف إلى حد كبير من نسبة انتشار الجريمة والأعمال الإرهابية وتساعد بفعالية في ضبط الجناة .

الأمن هو حماية الفرد والمجتمع وبيئة الحياة من التهديدات أو الأخطار الداخلية والخارجية , الأمن هو الشرط الأهم لوجود الإنسان مع حاجته للغذاء و الماء و الملابس و السكن , وكُنت أتمنى من الصحفيين , الذين يكتبون عن مشاكل الأمن وانتشار الجريمة في عدن إلى زيادة مقالاتهم , التي تطالب وزارة الداخلية تركيب وتعميم استخدام كاميرات المراقبة في المناطق الهامة وفي الأماكن العامة والخاصة والشوارع , والمطالبة بقانون يلزم أصحاب المحالات التجارية تركيب كاميرات للمراقبة , وإلا يتم تجديد رخصه أي محل تجاري إلا بعد التأكد من عمل هذه الكاميرات , والمطالبة كذلك بإجراء استطلاعات اجتماعية للسكان بشكل منتظم حول حالة الأمن الشخصي , ودرجة حماية المواطنين من التجاوزات الجنائية , هذه هي عملية طبيعية لتطوير منظومة و وسائل مكافحة الجريمة , التي تقع في دائرة الأمن الشخصي والدولة , و تقليديا يتم تعريف ألأمن كحالة حماية المصالح الحيوية للفرد والمجتمع والدولة من التهديدات الخارجية والداخلية , واطرح تحت التهديدات الداخلية خط عريض , لان مدينة عدن من الداخل منهكة و تعاني من تدمير متعمد ممنهج للقيم والوعي والأمن و للبنى التحتية واغتيالات للكوادر وضرب الخدمات كالكهرباء والماء وقنوات الصرف الصحي , ومن يصدق أن ضرب البنى التحتية ليست جريمة على مستوى الداخل فقط , وإنما هي من الأعمال , التي تُعد انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.

دولة الإمارات قدمت الكثير من المساعدات المتصلة بتعزيز الأمن في عدن , مثل سيارات الدفع الرباعي و الدرجات النارية , ولكن الكثير هنا يرغب في نقل تجربة الإمارات مع كاميرات المراقبة للتقليل من نسبة الجرائم في مدينة عدن , التي تجتاحها هذه الأيام موجة منظمة من الاختطافات والسرقات وحالات الاغتصاب والاغتيالات , وتجربة كاميرات المراقبة في الإمارات قد عادت بالفائدة عليها من الناحية الأمنية , وأصبح هذا البلد الجميل آمن بشكل تحسده عليه حتى الدول الأوروبية , وألان تسعى الإمارات من خلال شبكة أمنية متكاملة تتزعمها كاميرات مراقبة في كل مكان إلى الوصول إلى صفر جريمة .

هناك مقولة مشهورة لعالم الاجتماع التونسي عبد الرحمن ابن خلدون تقول (ألأمن أساس العمران) وفي هذه العبارة الصغيرة اختصار لأسس التنمية والتطور وإشاعة أجواء الطمأنينة بين السكان المحليين والضيوف.