حمد الكعبي يكتب:
أبعد من الصورة
صور تستحق القراءة، والتقاط الإشارات والمضامين في زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى محافظة الطائف، ولقائه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، بمناسبة مهرجان الهجن.
الحدث ينتمي إلى عمق تراثي واحد، يشير إلى اهتمام القيادتين بالحفاظ على ركائز الهوية وملامح الشخصية الوطنية، وكانت مشاركة «هجن الرئاسة»، وتحقيقها الصدارة في السباقات جزءاً من احتفالات الإمارات باليوم الوطني السعودي الـ88، وتأكيداً على وحدة ثقافية ووجدانية متينة بين البلدين.
لقطات القائدين في المهرجان وسعادتهما بمتابعة السباق أظهرت أبعد من العلاقة الرسمية القوية، مع حضور رفيع لشيوخ ومسؤولين من الإمارات، فبدا اللقاء ودوداً بين أشقاء، تجمعهم أواصر القربى والجيرة والدين والتاريخ، ولا رسالة أكثر وضوحاً من ثقة قادة الحزم بأنّ «البيت المتوحد» يرصُّ الجدار على الجدار، والقلب على القلب، كما هو الكتف على الكتف.
أثناء تتويج الفائزين، برزت صورتان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد. يحمل في الأولى سيفاً ذهبياً، وفي الثانية بندقية تراثية، ولنا أن نرى في المشهد اعتداد سموه بالبعد الوحدوي بين البلدين، وهما تحت لواء «الحزم والعزم» يحولان دون نوازع الشر والتطرف، ويُغيثان اليمن السعيد من ظلمات الانقلابيين، وتنكبهم طريق الموت والدمار، فالحق يحتاج إلى قوة بعد الإيمان.
قبل الصور، يعمل مجلس «التنسيق السعودي الإماراتي» على ترجمة تفاهمات القيادتين حيال مختلف الشؤون السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، فالرؤية واحدة، وكذلك الأهداف، ليجني مواطنو البلدين ثمار الرخاء والرفاه في مشروعات استراتيجية تستثمر في الإمكانات الهائلة، والفرص المتزايدة لأقوى اقتصادين عربيين.
هذا لمن أراد أن يقرأ الصور في الإقليم، ويعي جيداً أنّ هذه العلاقة الاستثنائية ثراء حقيقي للعرب ومستقبلهم، فصاحبا السمو قائدان طموحان، ويمثلان إلهاماً لكثير من الشباب العربي المتطلع إلى الأمن والتنمية والازدهار في المنطقة، للخروج من ضيق الأزمات، ومن أنفاق اليأس التي حفرها الإرهاب، وحفر معها البؤس والفوضى.
الصورة في منتهى الضوء والوضوح في «مهرجان محمد بن سلمان للهجن» في ميدان الفيحاء السعودي، كما هي في سباقات الوثبة وليوا والمرموم الإماراتية. شعبان شقيقان يصلان ماضيهما العريق بحاضرهما المستنير، ويسرعان في كل مضمار نحو الفوز، وقيادتان تعرفان أسرار الحكمة والتدبير، ومنها أنّ الوحدة تُعلي البنيان، وتردع الظلم والظلام، و«على قدر أهل العزم تأتي العزائم».