حمد الكعبي يكتب:

«متحف المستقبل».. المعنى والمبنى

مجدّداً، تُبهر الإمارات العالم، وتعبّر بقوّة عن رؤيتها وآمالها وطموحاتها؛ بإبداع غير مسبوق يتكامل فيه جمال المبنى والمعنى.


الجديد هذه المرة، هو «متحف المستقبل» الذي يُمثّل أيقونةً معمارية وهندسية عالمية، تجمع بين أصالتنا العربية وطموحاتنا العالمية، وستسخّر لبناء معجزات بشرية قادرة على بناء غدٍ أفضل للبشرية، من هنا.. حيث بلاد زايد التي لا تعرف المستحيل.


1024 قطعة فنية ترمز في عددها لأساسيات البرمجة، تجتمع معاً لتشكل مكوّنات جمالية وفنية لبناء بلا أعمدة، زيّنته أنامل إماراتية بكلمات تحمل عبارات بالغة الدقة ومعاني في منتهى الوضوح للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المغرم دائماً بالمستقبل.


وعلى عكس المفهوم الاعتيادي للمتاحف التقليدية، يجيب المتحف عن الأسئلة الملحّة المتعلقة بالمستقبل، مستقبل الإنسان، المدن، المجتمعات، الصحة، المياه، النقل، الغذاء، الطاقة، التقنيات التي تنتظرها البشرية خلال العقود المقبلة.


رسائل كثيرة يحملها المتحف، أبرزها: شغفنا المتجدّد بالمستقبل وصناعته، الأمر الذي يمثل جوهر ثقافة العمل في بلادنا، وحجر الزاوية في رؤية قيادتنا، وكلمة السرّ في كل ما تتبنّاه من مبادرات وما تحققه من إنجازات حضارية، أساسُها التفكير خارج الأطر التقليدية.


الإمارات، ومع افتتاح المتحف اليوم، ترفع صوت المستقبل، وتضع له إطاراً وصورة، وتصنع قاطرة جديدة تجعل منها بوابة عالمية لاستشراف الغد وامتلاك أدواته واستباق تحدياته، والإحاطة بأبجدياته.


اليوم، ونحن ندشن المتحف، نعبّر عن عزمنا على استكمال مهمّتنا في استئناف الحضارة العربية، وتعزيز رحلة البشرية نحو المستقبل، وتسهيل عملية الانتقال إليه والاستفادة من أدواته، ذلك أن «المستقبل من وجهة نظرنا ليس زمناً ننتظره، بل واقع نصنعه».


بقيت رسالة خاصة جداً، وهي أن الإمارات تعيد تصوّر مستقبلِها وتلهمُه وتصمّمُه، وتثبت للجميع أنها أهم دول العالم، وتؤكد من جديد أنّ الإبداع ليس حظّاً، والنجاح ليس صدفة.