مشاري الذايدي يكتب :
من يكره حصار ترامب للنظام الإيراني؟
كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من على منبر الأمم المتحدة، بمبناها الزجاجي، وقاعتها العالمية الشهيرة، ومنبرها الأشهر، كشفت بوضوح عن خطة ترمب لإجبار النظام الحاكم في إيران على تغيير سلوكه، أو المزيد من «الضغط القاسي».
في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن ترامب أن إدارته تعمل مع دول الخليج والأردن ومصر لإقامة تحالف إستراتيجي إقليمي، ودافع بوضوح عن سياسات السعودية والإمارات وبقية دول التحالف في اليمن، كما طالب قادة العالم بالانضمام له من أجل عزل النظام الإيراني الخميني، الذي وصف ترمب قادته بأنهم: «يزرعون الفوضى والموت والدمار».
وتوعد قادة نظام ولاية الفقيه بأن واشنطن: «ستفرض المزيد من العقوبات بعد استئناف العقوبات النفطية على إيران في الخامس من نوفمبر».
حتى في الشأن السوري، المتفجر، ربطه ترمب بمقاربته للدور الإيراني قاطبة في المنطقة، فأكد أن »أي حل في سوريا يجب أن يتضمن خطة للتعامل مع إيران».
بصراحة، أي خصم لدور إيران «السام» في سوريا والعراق ولبنان واليمن والخليج، وهم الغالبية، أعني كارهي هذا الدور سيسر بكلام ترمب، ولو تحقق نصفه فقط، فمن أطلق الصواريخ على المدن السعودية، ومن بذر المفخخات وزرع الجواسيس، وكوّن خلايا الإرهاب (خلية العبدلي بالكويت مثالا) هو النظام الإيراني، وهذا غيض من فيض الإرهاب الخميني الأسود.
لماذا يريد منا بعض العرب أن لا نعزز هذا المسعى ونزيده، حماية لأمن السموات والأرضين العربية؟ مثلما يفعل كاتب الصفحة الأخيرة العتيد بصحيفة لندنية شهيرة، حيث لا حرفة له إلا توجيه الشتائم اليومية، بطريقة اليسار الأميركي المراهق؟
يشفق المرء على بعض السذج أنهم صدقوا هدير الأصوات الخمينية ورغاءها ضد الشيطان الأميركي الأكبر، الواقع أنها علاقة حب وكره ورغبة ورهبة معقدة أين منها تحليلات عبقري النفس سيغموند فرويد!
ينقل الزميل رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط» غسان شربل في مقالة له عن الطبيب الجراح الإيراني المأزوم، التالي، هذه الحكاية بوقت سابق قبل حلول اللحظة الترمبية، قال: «ذات يوم قال وزير الخارجية الإيراني السابق منوشهر متقى كلاماً مهماً للرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، قال له: قل لصديقك السفير الأميركي زلماي خليل زاده ماذا يريد الأميركيون منا؟ أيدنا تحرير العراق من صدام حسين، وأيدنا مجلس الحكم وانتخاب رئيس الجمهورية، وأيدنا هذا الوضع الجديد الذي أقامه الأميركيون في العراق، لا يوجد شيء عمله الأميركيون ولم نؤيده، فقل لصديقك ماذا يريدون منا أكثر».
ماذا نقول؟ عسى أن ينجح الرئيس الأميركي، دونالد ترمب في مسعاه ضد «سلوك النظام الإيراني الحاكم»، سيكون هذا خيراً لنا وللشعب الإيراني وللعالم أجمع.