المراحل الانتقالية

ما الذي تحتاجه الدولة الان؟

في المراحل الانتقالية، التي تعقب حدوث الثورات، او الانتفاظات، الشعبية، ويحدث التغيير في النظام السياسي، فانه يفضل على القيادة الجديدة العمل مع الشعب، ومن اجل الشعب، بالتعاون مع كل القوى السياسية المشاركة في الثورة، او المقاومة، لخدمة اهداف وبرامج شعبية، ووطنية، بعيدا عن التعصبات، والحسابات الحزبية، او المناطقية، لانه في مثل هذه المراحل تكون الدولة التي تمثل، وينتمي اليها الجميع، هي التي بحاجة للبناء، او الانقاذ من الوقوع في الفوضى، وهذه المهمة هي مسؤولية كل الوطنيين، والثورين، والمقاومين، بصرف النظر عن انتماءاتهم، وميولهم السياسية، بحيث يقف القائد في المقدمة، ليقود الجميع لانجاز الاهداف الوطنية، التي تتجه صوب الشعب، والدولة، بالدرجة الاولى، وعندما يتم تجاوز هذه المرحلة، وتصبح الدولة في الوضع الطبيعي، والشعب ينعم بالامن، والامان، والاستقرار، والعيش الكريم، يفتح المجال امام الاحزاب، والقوى السياسية، للتنافس عبر تقديم برامجها للناس، ومن يختاره الناس،او الشعب، عبر الديمقراطية، يصل الي السلطة ويحكم، ويضع من يريد من عناصره، واعضاءه، في المناصب التي يختارها لهم، وان اراد مشاركة الاخرين، فهو امر طيب، ويحترم، وان اراد ان يحكم بمفرده، فليتحمل المسؤولية الوطنية، والسياسية.ومع ذلك، وفي ظل الوضع الطبيعي، فان التي يتم التنافس عليها، والحكم من خلالها، هي السلطة، التي ستصبح دولة بين الاحزاب، والقوى السياسية، اما الدولة بمفهومها الواسع، هي ملك الجميع، ملك الشعب كله، ولها ثوابت، وقيم، ومبادئ، يتفق عليها الجميع، ولا تمس، او تخضع، للحسابات، والمناكفات، السياسية.اذن نحن ما نزال في المرحلة الانتقالية، غير الطبيعية، التي تواجه فيها الدولة، مخاطر، وتحديات، جمة، لذلك الامر بحاجة لتكثيف البرامج الشعبية، والوطنية، بمشاركة كل قوى الثورة، والمقاومة، والاستعانة بالكفاءات، والقدرات، المؤهلة، والمهنية، والتقليل، او الحد، من الحسابات، والمناكفات، والاستقطابات السياسية، والتسابق على الوظيفة العامة، التي اخالها تضر اكثر مما تنفع، في هذه المرحلة بالذات.