م. جمال باهرمز يكتب لـ(اليوم الثامن):
دولة اتحادية بهيكل جمهوري ومكينة ملكية
في أي مجتمع ان لم يسود العدل بين مواطنيه وتصبح في دستوره المواطنة متساوية. فهذا المجتمع ينهار وتنهش بنيانه الحروب فيصبح تحت مرمى اطماع الدول لاحتلاله ونهب ثرواته. وكم من امبراطوريات ودول وممالك سادت كثيرا ثم بادت لإخلالها بهذا المبدأ الإلهي (العدل اساس الملك).
-دخلت دولة الجنوب (ج.ي.د.ش) في وحدة مع الشمال (ج.ع.ي). واسس الجمهورية اليمنية.
لم تستقر هذه الدولة الوليدة ولن تبقى. لان النخبة الحاكمة في الشمال لم يؤمنوا بوحدة المصير والحقوق والواجبات ولم يؤمن قادتهم وقادة احزابهم ببناء دولة مؤسسات حديثة ديمقراطية وجيش قوي ذو عقيدة وطنية.
بل ارادوها قبل ان يوقعوا على دستورها ان تصبح الجنوب ارض وشعب تابع لحكام الشمال الذين هم أصلا نخبة الهضبة الزيدية التي انقلبت على الرئيس الشهيد الحمدي. واغتالته رفضا لتوجهاته ببناء دولة مؤسسات وجيش وطني.
هم أنفسهم الذين سارعوا لإعادة نظام الائمة السابق المتمثل بحكم الفرد المطلق في كل قبيلة بدعم شيوخ القبائل وجيوشها الشعبية مقابل اضعاف دولة المؤسسات وجيشها الوطني. وان كانت الشعارات والعناوين جمهورية وثورة وديمقراطية وووو.
هذه المقدمة كانت ضرورية. لذلك يا اخي الجنوبي لا تحلم بدولة مؤسسات ونظام عادل في الشمال حين تقتل نفسك لأجل شعارات الدولة الاتحادية التي ترفعها عصابات الشمال الحاكمة.
لان أصغر الوحدات الادارية المؤسسة لهذا المجتمع. مثل المركز او المديرية تحكم بنظام الشيخ او الفرد المطلق. فهو القاضي والمدير والمأمور والحاكم والناطق الرسمي باسم القبيلة وهو كل شي والبقية قطع الشطرنج لديه يحركها وفقا لرغباته ولرغبات السلطات الحاكمة التي تدعمه والتي تبقي عليه. وحتى عندما يتوفاه الله يورث لابنه كل قطع الشطرنج.
لا مجال لأي قطعه ان تتحرك من ذاتها. فالوزير والدكتور والبروفسور والمأمور والقاضي والسياسي والاداري مهما على شانهم. كلمة شيخ قبيلتهم عندهم نافذه وان كانت غلط او تضر بالوطن والمواطن. ومن يتمرد يتم التنكيل به وبأسرته وحتى بطردهم من رحمة القبيلة نفسها. هذا هو الواقع الذي لا يمكن تجاهله ابدا.
وعندما حاول الرئيس الشهيد الحمدي في السبعينيات من القرن الماضي ان يبني دولة المؤسسات في النظام الجمهوري. اغتالوه لان المكينة ملكية.
ولا يصلح ان يكون الهيكل جمهوري والمكينة ملكية. ومن الطبيعي ان لا يستقر هذا المجتمع لأنه لبس ثوب غير ثوبه فاستمرت الحروب والاغتيالات حتى عاد الان المجتمع في كل الشمال الى وضعه السابق لدولة الائمة وللأمام الجديد الحوثي.
لذلك يا اخي الجنوبي الأفضل ان تساعد شعبك في الجنوب ليفك ارتباطه عن الشمال. بدلا من دورات دم جديدة ومؤلمة.
ان كنت لا ترغب باستعادة دولة الجنوب. دولة ابائك واجدادك واسلافك وفيما بعد احفادك. اذن على الأقل أبقي في الحياد.
وان كانت رغبتك شديدة بالرجوع الى زريبة باب اليمن. هذا قرارك وانت حر. لكن لا تقفز الى حضن اعداء شعبك وتصبح بوق او سهم مؤذي لهم.
أبقي في الحياد حتى تتضح لك الرؤية ان كنت لازلت مغيب. او تحت الترهيب او لك مصلحة شخصية. لأنه ليس من المعقول ان تقف وحيدا ضد الطوفان الجنوبي. فكل ابناء الجنوب قد عزموا على استعادة دولتهم وفك الارتباط عن الشمال اللا دولة.
وكل ابناء الشمال قد بايعوا امامهم وملكهم الجديد الحوثي. وأسقطوا مبادئ ما كانوا يرددوه بثورة سبتمبر وأسقطوا الجمهورية والثورة والوحدة. فلا تصدق انه ستكون جمهورية او دولة اتحادية او وحدة بعد اليوم.
فكل قوى وأحزاب مكونات الشمال قد بايعوا امامهم وملكهم الجديد الحوثي حين ذهب قادتهم ليقدموا فروض السمع والطاعة في ديسمبر 2014م بمقره بصعدة.
ووقعوا امامه وثيقة المكونات وفيها تجريم وتحريم اعتراض جيوش أنصار الله وزعيم عصاباتهم عفاش للسيطرة على محافظات الشمال وتسهيل ومساعدة طريقها للسيطرة على الجنوب وارجاعه الى باب اليمن تحت حكم ملكهم الجديد الامام الحوثي.
وعندما قاوم أبناء الجنوب بمقاومة اسطورية وقف لها العالم احتراما. تدخلت دول التحالف ومدت أبناء الجنوب بالسلاح فانهزمت جيوش ملكهم واندحرت.
فما كان من دهاء قادة أحزاب الشمال بعد الفشل والهزائم الا ان يرفعوا شعارات استعادة الدولة والجمهورية والوحدة والثورة ومبادي ثورة سبتمبر واكتوبر وهي نفس المبادئ والشعارات التي باعوها في صعدة حين بايعوا ملكهم الجديد الحوثي. الا ان تدبروا فكرة هروب قياداتها الى عدن لتنطلي الخدعة على الجنوبيين فيحتضنوهم.
فشكلوا حكومات الشرعية وجيوش وطنية ليس لاستعادة صنعاء من الحوثي ولكن لا عادة عدن والجنوب الى حضن ملكهم الجديد الحوثي. واسسوا جيش وطني في مارب ونهم. لا يقاتل الحوثيين بل لتهديد أبناء الجنوب ان فكروا في الانفصال.
فلم نرى لهم جريح او شهيد واحد صريح في ميدان المعركة طوال أربع سنوات. والان يرفضوا دخول الوية ومقاومة الجنوب مدينة وميناء الحديدة الشمالية لتحريرهما.
وكل تركيزهما كيفية تركيع وارغام الجنوبيين بالبقاء في الوحدة او الموت والابادة عبر اشعال حرب الخدمات والاغتيالات وسياسة التركيع والتجويع.
أيضا فشلوا وتم طردهم وطرد حكوماتهم مثلما تم في السابق طرد جيوشهم وميليشياتهم وملكهم الجديد.
- -انتقل طرفي عصابة الهضبة الزيدية الهاربة والمتمردة الى خطة جهنمية جديدة لإبقاء الجنوب تحت سيطرتهم. فبعد ان بسط أبناء الجنوب على مؤسساتهم الإيرادية . امتثالا لبيان المجلس الانتقالي الجنوبي.
وجه رئيس الحكومة بن دغر هذا اليوم خطابه الى الحوثيين بان يوردوا كل الإيرادات الى بنك عدن المركزي وهي (أي الحكومة) ستؤمن دفع الرواتب لكل موظفي الدولة في الشمال والجنوب.
وهي خطة استباقية لقطع الطريق على أبناء الجنوب للسيطرة على إيرادات مؤسساتهم.
وكالعادة رئيس الحكومة لم يوجه المسئولين في دولة مارب بأرسال الإيرادات الى بنك عدن المركزي.
وفي نفس الوقت نائب الرئيس الأحمر يطالب مجلس التعاون الخليجي بضم اليمن الى المجلس. وهو في حالته هذه التي تتسيد قراره وتحكمه في الشمال مليشيات تابعه لإيران وتهاجم الجنوب لمحاولة ضمه الى التبعية الفارسية.
ولم يناشد او يطالب جيشه في مارب او نهم بتحرير بلاده أولا من أعداء العرب.
قادة عصابة الهضبة الزيدية بطرفيها الهارب والمتمرد يظنوا انهم اذكياء فاتضح لهم وللعالم انهم مجرد عصابات ساقت شعبها في الشمال لحتفه وتسببت بمقتل أكثر من اثنين مليون من أفضل رجاله خلال أربع سنوات. ولازال قصف الدول العربية والمقاومة الجنوبية مستمر على رؤوس قواتهم وقادة ميليشياتهم.
ولأيهم هذه العصابة استمرار هذا النزيف الدموي في الشمال. وسيرفضه المجتمع الدولي.
وستتوقف الحرب بالاعتراف من دول التحالف ودول العالم بعودة الدولتين.
(لم نكن كفارا كما افتى دجالوك / لم نكن ارهابيين كما عمم مساعدوك / وكل الفروض نؤديها باعتدال / منذ البدء كانت هجرات اجدادنا / لنشر النور في الاصقاع / لنشر الفضيلة والهداية / دواء وبلسما للأوجاع / فاترك التضليل والضلال / منذ ربع قرن جئناك يا دجال / مستبشرين مخلصين بانفعال / نغنيك من شعبنا اغنيه / ونهديك أجمل هديه / بأغلى ما لدينا من رأسمال / سلمناك دولتنا الفتيه / فاصطنعت من الطيبة قضية / ومن الورود اشواك اعتلال / لتمارس علينا التقيه / وكل أنواع الغدر والاحتيال / منذ ربع قرن / فصلت مدننا وقرانا / الى هبات اقطاعيه / وزعتها على الحاشية / وما تبقى مراكز اعتقال / واستبدلت كل سلطاتها / بأدوات قمع احتلال / منذ ربع قرن ولايزال / يحاصرنا شعار الوحدة العصماء / ولا نحس تجاهها بذرة انتماء / نجلد بفتاوى سفك الدماء / فنعاقب لأجل ذلك صبحا ومساء / ممن جعلتهم على الدين اوصياء / احفاد أبا رغال / خسئت يا دجال)