لن يتوقف إيقاع الحياة في اليمن، لمجرد أنّ عصابات إرهابية تفعل كل ما في وسعها لتحويل هذا البلد إلى موطن للفوضى والخراب واليأس. ولن يعيش اليمنيون في قلق وخوف، لأنّ مجاميع من المتطرفين والمتوحشين يهددون الفرح والأمل في بلادهم.
اليمنيون مصرون على الحياة. يذهب أبناؤهم إلى المدارس. يبنون ما دمّره العدو. يُقبل شبابهم على الدراسة والعمل والزواج، فلا خيار أمامهم سوى التمسك بأرضهم وحقهم في عيش كريم، وهم في الوقت نفسه يخوضون مع أشقائهم في قوات التحالف العربي معركة وجود، لإعادة الأمن والسلام إلى اليمن.
الإمارات تُلبي نداء الحياة، وتنحاز إليها دائماً، ولا تدع فرصة سانحة لتعم السعادة بيوت اليمنيين إلا وتبادر إليها، فقد استفاد آلاف الشباب في المناطق المحررة من مشروع الأعراس الجماعية، الذي ترعاه هيئة «الهلال الأحمر الإماراتية»، التي نظمت في محافظة شبوة أمس الأول الزفاف الجماعي الثامن، بمشاركة 200 شاب وفتاة.
الشباب اليمني الآن في حاجة للاستقرار النفسي والاجتماعي، والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلادهم ضاعفت من تكاليف المعيشة، لا سيما مع إصرار الحوثيين وعملائهم على تسخير الإمكانات للعمليات الإرهابية، ضمن منطق الميليشيات في تدمير البنية التحتية والمؤسسات الصحية والتعليمية، وغيرها.
ومن الفرح في شبوة بالتأسيس لمستقبل اليمنيين واليمنيات، إلى المخا في الساحل الغربي، حيث وزّعت «الهلال الأحمر الإماراتية» مساعدات إنسانية وإغاثية على نحو سبعة آلاف شخص، وترافق ذلك مع توزيع حقائب وقرطاسية على ستة آلاف طالب، كما أن مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تقدم إسناداً ودعماً للأشقاء في سقطرى وحضرموت لمواجهة تبعات الإعصار المداري «لبان».
الإمارات والسعودية تديران عملاً إنسانياً منظماً في المناطق المحررة، وتتحملان كلفته بالتزام وسخاء، وفي المقابل، ينهب الحوثيون في المحافظات التي يسيطرون عليها المساعدات الدولية المقدمة من المنظمات الأممية للأغراض الصحية والتعليمية، ومن المهم أن يعرف العالم أن عيادات صحية ومدارس حوّلها الحوثي إلى ثكنات عسكرية ومستودعات للذخائر.
وهكذا، فإن توفير الظروف الطبيعية لحياة الناس في اليمن، يترافق مع العمل العسكري الميداني لدحر الانقلابيين، واستعادة الشرعية، وإذا كان الإرهابيون ومرجعياتهم في الإقليم يريدون اليمن في مأتم وحداد طويلين، فإن الإمارات تريده موحّداً وقوياً.. وسعيداً كما كان.
*الاتحاد