فراس اليافعي يكتب:
السعودية أقوى من أن تخضع للابتزاز
حين ندافع عن المملكة العربية السعودية في وجه سهام الحقد والكراهية التي توجه لها فاننا لا نفعل ذلك تزلفا ولا مجاملة بل نقول كلمة حق واجبة تجاه البلد الذي وقف الى جانب اليمن حكومة وشعبا في الكثير من المحن التي واجهته .
تتعرض المملكة العربية السعودية لحملة إعلامية ممنهجة تحمل اتهامات زائفة، وتتداولها بعض وسائل الإعلام المغرضة على خلفية قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في الأراضي التركية ، تهدف هذه الحملة الرخيصة إلى الإساءة للمملكة، والنيل من المكانة الرفيعة التي تتمتع بها على المستوى العربي والإسلامي والدولي.
ما تتعرض له المملكة العربية السعودية اليوم من سهام كيدية حاقدة ومغرضة واستهداف اعلامي وسياسي رخيص هو نتيجة لموقفها المشرف في مكافحة المد الفارسي والإرهاب والتطرف بكل أشكاله ، لكن رغم كل هذا الاستهداف تظل السعودية هي عمود الخيمة الجزيرة العربية وتبقى هي الركيزة الأساسية لأمن واستقرار العالمين العربي والإسلامي، والأساس المتين والركن القوي لاستقرار في المنطقة.
أبدت المملكة العربية السعودية مرونة منذ اليوم الأول لهذه القضية وأكدت استعدادها السماح للسلطات التركية بتفتيش القنصلية السعودية في اسطنبول وهو ما تم لاحقا ، لكن المملكة العربية السعودية الشقيقة ظلت تتعرض طوال الأيام الماضية الى محاولات ابتزاز من بعض القوى الدولية لاستغلال هذه الحادثة لفرض أجندتها الخاصة ومحاولة النيل منها والإساءة إليها، و إلحاق الضرر بدورها ومصالحها الاقتصادية.
ما كانت المملكة لتتعرض لكل هذه السهام الحاقدة الخبيثة الماكرة لولا السياسة الحكيمة لقيادتها الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، ملك الحزم والعزم ، وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان ، أزعجت المواقف السعودية المشرفة ودورها الريادي والقيادي للأمة العربية والإسلامية كثيرا من قوى الشر فانبرت مستغلة اسوأ استغلال حادثة اختفاء مواطن سعودي في تركيا لتكيل الاتهامات للمملكة وتقفز الى النتائج رغم ان التحقيق لا يزال مستمرا ، ونظموا حملات اعلامية ممنهجة مهددين ومتوعدين متناسين ان كل ما يستندون اليه هو اشاعات وأباطيل لم تثبت رسميا ، ولكنها الرغبة في ممارسة الابتزاز حين تعمي القلوب والأبصار .
يخطئ من يظن أنه يمكن ابتزاز المملكة العربية السعودية بهذه الطريقة البائسة ، ويخطئ من يعتقد أن المملكة ستغير سياساتها او تبدل مواقفها جراء هذا الضغط الاعلامي المسيس ، ويتوهم من يعتقد أن المملكة العربية السعودية ستضعف أمام هذا التسييس الباطل لقضية اختفاء مواطن سعودي في الخارج ، يجهل هؤلاء أن المملكة العربية السعودية أكثر حرصا على سلامة مواطنيها في الداخل والخارج وان مصلحة مواطنيها وحياتهم وأمنهم يهم قيادتها أكثر مما يهم الناعقين المبتزين المسيسين لموضوع انساني بحت.
أما وسائل الاعلام التي روجت الأباطيل ودست السم في العسل وفي مقدمتها الاعلام القطري فقد انفضحت وانكشفت وباتت محل سخرية وازدراء المشاهد العربي ، فهؤلاء أثبتوا أن لا هدف لهم في تحري الحقيقة او الوصول اليها بقدر ما يهدفون الى انتهاز فرصة دنيئة للاساءة للمملكة وقيادتها .
المملكة العربية السعودية هي أقوى نظام يمثل الاسلام والمسلمين ، ولطالما كان لتحركاتها القوية وقعا حاسما في كثير من الأزمات التي واجهت العالم العربي والاسلامي ، وهي اليوم تستهدف بحملة مضللة وسيل من الأكاذيب بغية ابتزازها وتغيير سياساتها ، لكن المملكة اقوى من ان تخضع لحملات الابتزاز واعظم من ان يتم تهديدها بأي إجراء ، هي بلد الحرمين الذي تستفز الاساءة اليه مشاعر أكثر من مليار مسلم.
لن يسقط في هذه الأزمة المفتعلة غير الاعلام المسيس الذي وجد ضالته في تسييس قضية انسانية بحتة واتخذها منطلقا لتحقيق أهداف مشبوهة يتوهم عبثا انها ستتحقق ، ستبوء بالخزي والبوار كل القوى التي سعت للاساءة الى المملكة واطلقت أدواتها في سبيل ذلك ، فلن يكون حالها الا كحال الشاعر :
وناطح صخرة يوما ليوهنها
فلم يهنها وأوهى قرنه الوعل
سيخلد دور المملكة العربية السعودية في الذاكرة اليمنية والعربية والاسلامية وستنحت جهودها في قلوب كل عربي ومسلم مهما نكرها الناكرون وجحدها الجاحدون فالحق أبلج والباطل لجلج ، وسنقولها بأعلى صوت : شكرا المملكة العربية السعودية ، شكرا مملكة الحزم والعزم ، شكرا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، شكرا لانكم كنتم ولا زلتم العون والسند لليمن خاصة في كل مراحله وظروفه ، وللعالم العربي والاسلامي عامة.
حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين من كل مكروه ، ودامت المملكة مصدر فخر واعتزاز لكل العرب والمسلمين ولو كره المبطلون الحاقدون.