ماجد الداعري يكتب:
هل يفعلها الرئيس ويدخل التاريخ؟
يمكن للرئيس عبدربه منصور هادي أن يدخل التاريخ من اوسع أبوابه كأول رئيس جنوبي أعاد الدولة التي أضاعها زعماء الجنوب من قبله وتقاتلوا من أجل اغراقها واضعافها حتى تسليمها لقمة صائغة للمتربص الشمالي، وذلك متى ماتحرر من الاملاءات الاخونجية وشب عن الضغوط الاسرية من حوله وعاد لحظة لعقله لكي ييقن أن من الاستحالة أن يبقى بعد عامه هذا بكرسي سلطتك الهلامية كاستحالة عودته للسكن ببيته بصنعاء بعد اليوم وكيف بحلمه بالعودة للحكم من دار الرئاسة ومتى أيضا ما أيقن قطعا ان من استحالة الاستحالة ان يصل أحد أولاده الى كرسي السلطة بعده بالتالي يعمل على استغلال ما تبقى له من اعتراف دولي شكلي بشرعيته قبل أن تقوضه تطورات المجاعة والفشل الكارثي لدولته وانهيار العملة وما تبقى من مؤسسة الدولة ويسارع للاعلان عن تبني خيار الدولتين كحل منطقي واقعي هو الأقرب إلى استيعاب تطورات المرحلة ومستجدات الحرب الجارية.
ويمكنك أن تدخل التاريخ من هذه البوابة الوحيدة التي قد تكون كفيلة بحمايتك عما قريب من الملاحقات الدولية وتجنيبك اروقة محكمة العدل الدولية “لاهاي” والا فإنني ابشرك من الان ان من تعتقد انك تسعى لخدمتهم واسترضاء خستهم وتحقيق طموحاتهم سيكونون أول من يتقربون بك زلفا لصالح تحالفهم مع اي سلطة جديدة مقبلة بعدك ولك في لقاءات السجود الإخوانية للانسي وقحطان واليدومي بين يدي الحوثي وانت تحت اقامته الجبرية بصنعاء،خير شاهد ان كنت ماتزال تستوعب نكباتك التاريخية المتوالية عليك وعلى بلدك.
نعم بامكانك اليوم فقط وقبل الغد ان تعيد لنفسك بعض الاعتبار وان تعمل معروفا لأهلك تذكر به خيرا بعد رحيلك المحتوم عما قريب من الحياه ان تركتك الأقدار مزيدا من البلاء لشعبك على كرسي عجزك الرئاسي المخجل. كل المؤشرات تؤكد ان رحيلك الإجباري من السلطة بات قاب قوسين او أدنى بل وأقرب اليك من حبل الوريد وليس أمامك من خيار غير الاستفاقة من الوهم الرئاسي المعشعش في دماغك لاستغلال لحظاتك السياسية الأخيرة للعودة إلى وطنيتك الحقيقية بعيدا عن أوهام الزعامة الفاضحة والمشاريع الوحدوية المستحيلة بعد اليوم.
ولذلك اتمنى ان تصحى الآن لتدرك ان كل من يحيطون بك من متنفعين ومسترزقين يستغلون اخر ايامك بكل وحشية مفرطة لاغراقك وشعبك بمزيد من الغرق الكارثي ويحرصون بكل أنانية مفرطة على احراق ماتبقى لك من حسنات باصرارهم على الاستمرار في اهلاك بلدك ومضاعفة مجاعة شعبك وهم يتحينون لحظة سقوطك المدوي ليتمكنوا من الاحتفال بكل فرح وسرور مع القادم الجديد إلى عرشك بضغط دولي وتأييد أممي يجري التهيئة له بكل جدية دولية غير مسبوقة ومن منطلق انك أصبحت الكارثة الكبرى التي تعوق أي حل او توصل للسلام باليمن.
أعرف أنك تجهل انك استنفذت التخلص من كل وطني حولك واحراق كل شريف في صفك ولم تبقي الا شلة مارقة من أقبح المرتزقة المصرين على الاستمرار بالبقاء قربك ولذلك فقد حان لك ان تتحرر منهم قبل ان تفكر باستكمال حلم تحرير بلدك من مليشيات باتت أقوى من جيش دولتك بعد اربع سنوات من تدريبها على الحرب وقبلها عشر سنوات من التكتيكات والتمارين العسكرية.