صالح علي باراس يكتب:
رحيـــل فــــارس
رحل ‘‘محمد عيدروس علي‘‘ .. ترك مكانه فجأة بلا شاغر، هكذا يترك بعض الفرسان اماكنهم، تظل فارغة شاغرة ، قد تجد اسرته وستجد من يملا الفراغ التقليدي فيها ، ففيها رجال ولها موروث يتغلب على المصائب ، لكنه فراغ من نوع آخر هذه المرة، لايدركه ويستشعر عمق فراغه إلا من عرف محمد وعرف ما يكتنز ذلك الرجل من علم ومهارات وخبرات وعلاقات وتصورات، وما تطفح به روحه من حب وتفاني وتأني وقدرة على استيعاب الآخر ..الآخر الصديق ..والعدو .. والمتفق والمختلف ..الاخر في الموقف والرأي والخبرة.. الآخر في المصداقية واتخاذ القرار الحكيم في زمن قلت فيه الحكمة والتروي والسداد
واريناه الثرى عصرا .. الكل تقرا في عينيه الحزن وجلل المصاب ، وارته الثرى جموع تداعت من كل مكان ومن كل القبائل والشرائح المجتمعية في شبوة ومن خارجها، ودعت شبوة في لقاء الوداع الأخير شخصية عيدروسية حبت واحتبت ، اخذت واعطت ، في مسيرة حياة كنا نتمنى أن تطول.. وليتها طالت لكنها اقدار الله.
آآح ؛ كم تطوي الأقدار من أحباب لا تعوضهم الايام ولا تفني السنون ذكراهم .. رحل محمد والقلوب عليه مكلومة حزينة.. لكنه قدر الله نافذ فينا ولانملك إلا القبول والرضى بها والاذعان لها ، فتلك حكمته وقدرته التي لا راد لها ... تبدا الحياة بميلاد يفرح الاهل ويستبشرون ، ونعرف فيه صيرورة الحياة ، التي تنتهي بموت نسأل الله فيه المغفرة والرحمة للميت ، فمتابعة صيرورة الرحلة في العالم الاخر ورؤية المشهد الأخير تنتهي بالنسبة لنا ، ولا يستطيع متابعتها إلا الميت الذي تلهج الألسنة له بالتثبيت والرحمة والمغفرة ، لكن هناك بشرى فمن أحبه الناس أحبه الله .. رحل بن عيدروس والقلوب مكلومة برحيله وتكن له كل حب وتقدير واحترام ووفاء كما كان قلبه الكبير يحمل للناس كل حب وتقدير واحترام ووفاء
أفرغ في هذه العجالة مشاعري وحزني عن صديق احببته واحترمته، ولا اكتب تاريخا للراحل فللتاريخ لغة اخرى سيتصدى لها من لهم خبرة أفضل مني .
رحمة الله تتغشاه وتعطر وتؤمن وتنير مثواه
انا لله وانا لله راجعون