نبيل الصوفي يكتب:

الحرب.. عاطفة

تمسّكنا بصنعاء حتى أريقت دماؤنا، كي تعذرنا أرواحنا حين يشعلها وجع الشوق إليها.

الفاتحة لروحك ياكنعان، الشاب الذي لم أعرفه حياً، كنت أراه عند جده، ولكن لم نتحدث ولا تعاملنا.

لكن موته ذكرني بتلك الصورة له وهو يخرج من غبار منزل جده تحت قصف الطيران، خارجاً من بين الركام وهو بكامل قيافته ممسكاً بندقه وجعبته.

قال لي عمه، العميد طارق محمد: كان فاقداً للوعي، ندعيه ولا يسمع..
هكذا المقاتل، هو حين يلبس عدة الحرب لايتفاجأ من صوت الرصاص، هو أصلاً ذاهب لها..
كنعان، تحت قصف الصواريخ فقد وعيه لكنه لم يفقد رباطة جأشه. 
لهذه اللحظات هو أصلاً حمل سلاحه.
وحين عجز عن حملها للثأر مات، لم يتحمل حياة الرفاهية ودم جده العظيم مسكوباً على قارعة الصراع مع الانحطاط مجتمعاً في جماعة اسمها الحوثي.

هكذا هي العاطفة وهكذا هي الإنسانية، أن يقتلك الكمد والقهر إن لم تطفئ لهيبهما بغيره.

المواقف ليست إمكانيات، بل هي أولاً وثانياً وثالثاً عاطفة جياشة..

التعايش إنسان بسيط، يتحول عاصفة متوحشة حين يعتدى على إنسانيته..
حيا على الجهاد أيها الرجال..