د. ياسين سعيد نعمان يكتب :

لن تحملنا الدبلوماسية الدولية إلى المستقبل بمعايير الشفقة

رفض الحوثيون كل فرص السلام، لأن مشروعهم يقوم موضوعياً على الحرب، وهو ما يعني أن السلام الذي يؤمن الاستقرار لهذا البلد يتعارض مع مشروعهم.

لن يقبل الحوثيون بالسلام إلا إذا فرض عليهم فرضاً، ويجب أن يفرض السلام، لا من أجلهم، ولكن لإنقاذ اليمن.

إن الطريقة الوحيدة لفرض السلام هي النظر إليهم كسفهاء وغير ذي أهلية في تفاوض جاد يقود إلى سلام دائم بعد أن أثبتوا ذلك بالملموس، ولذلك بالطبع تبعاته التي تجعل استجداء السلام من سفيه مسألة غير مجدية.

لا يجب التراجع عن تحرير الحديدة كبوابة لصناعة هذا السلام.
عمر الدبلوماسية الدولية ما أنصفت المترددين، الدبلوماسية تتقاطع في ميدان الفعل مع الإرادة الفاعلة في مواجهة الغلط عند نقاط كثيرة، وكم هي النقاط التي ضاعت معها الفرص في حسم الأمر مع هذا الغلط الذي اقتحم مسار اليمنيين الذي تمثل في نهب الدولة من قبل مليشيات الحوثي حينما طالت الحرب لتنتج هذه المأساة الإنسانية التي غطت بدورها على جذر المشكلة ليستفيد منها سفهاء الانقلاب لتمرير مشروعهم.

مشكلة الدبلوماسية الدولية هي أنها ترى شعوبنا غير جديرة سوى بالشفقة مما تعتبره إنسانياً بمعاييرها، وتنسى أن بلدانها لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بعد أن حسمت أمرها من قضية الدولة التي حملتها نحو المستقبل.

نحن هكذا، وبعد كل هذه التضحيات، لا يجب أن تكون النتيجة هي التضحية بالدولة التي ستحملنا نحو المستقبل بأمان كبقية خلق الله.

لن تحملنا الدبلوماسية الدولية نحو المستقبل بمعايير الشفقة الإنسانية التي تلوح بها في وجه الدولة التي نريد، والتي يجب أن تتحقق بعد كل هذا الدمار والخراب الذي شهده اليمن.

ليس المهم ما تريده، أو ما تلوح به الدبلوماسية الدولية، المهم هو لماذا قاوم شعبنا الانقلاب على مشروع الدولة وقدم تلك التضحيات الضخمة؟؟