نبيل الصوفي يكتب:
ابوظبي واصلاح الاصلاح.. مايسكر قليله
لـ33 سنة، كان اليدومي والانسي معلمان بارعان في حماية تنظيمهما.
حين تدخل اليدومي ضد مغامرات الزنداني، اعتزل الانسي العمل التنظيمي وذهب للتدريس في مسجد الى ان التقيا من جديد في 88.
هما نقيضان في كل صفاتهما، لكنهما يسيران في اتجاه واحد بشأن التنظيم.
ابن الروضة وابن شهارة.. مدرستان اجتماعيتان، تمثلتا في كل منهما.
نزقهما في 97 تظافر مع ضحكة عبدالكريم الارياني عن الاغلبية المريحة، فخسرت اليمن التحالف العفاشي الاصلاحي.
في 2011 ارهبتهما جمعة الكرامة، ولم تنجح مغامرة النهدين في الانقاذ، فاستسلما للحظة.. تاركين القيادة لمن غلب.
ومن يومها فقدا هما واليمن كلها ماكان لهما من مهارة، واصبح تنظيمهما يتخبط كالممسوس.
حاولا مع الحوثي ماكرره الزعيم بعدهما، لكنهما تفوقا على معلمهما، فتمسكا بـ"الرياض" تعصمهما من التقاطعات المحلية والاقليمية والدولية، معلنين "شكرا سلمان" مقدما، كما كانا يشكران الزعيم قبله، وقت الحاجة والدافع والضرورة.. هكذا هي الحياة وهكذا يقول العقل والمنطق.
وكلما هبت رياح الخوف تمسكا بالرياض، التي فيها استعاد الثنائي بعضا من قدرته، قارب الخوف تأمن.. لايكلف الله "جماعة" الا وسعها، و"نحن ابناء الشوكاني لا الورتلاني".
وتوجا ذلك برفض الدوحة ومراقبة انقرة عن بعد.
واليوم ومن ابوظبي يواصلان التموضع بعيدا عن قيادات الطفرة الثورية، عسكرية او دينية.
هل سينجحان في قيادة سفينة الجماعة الى بر الامان؟
ولم يعد في اليمن بر الا بر الحوثي والجنوب والاصلاح.. اما غيره فقد توزع قطعا، المتغطي بأي منها عريان.
اضافة:
لثالثهما المختفي الجسور، الاستاذ محمد قحطان، ادعاء عميق ولكنه هش، عن وطنية الاصلاح لا اخوانيته، قد يتذكره اليدومي والانسي من "ابوظبي"، العاصمة العربية التي ترى التقية والعمل السري كفر بالاوطان.
وللعلم حضرت قبل 20 سنة موقفا لليدومي رفض فيه أي عمل تنظيمي للاخوان في الامارات.
واليوم، تؤكد الاحداث أن "الاخوان"، التنظيم والفكر، ربما فيه منافع للناس، غير ان اثمه أكبر من نفعه، وشرعا فان ما "يسكر قليله فكثيره حرام"..