حمد الكعبي يكتب:

«إمداد» وأخلاقيات المعركة في اليمن

قبل نحو أربعة أشهر، اغتال قنّاص حوثي الطفلة اليمنية ليان ردمان، بينما كانت تلعب أمام منزلها في تعز، في جريمة تُضاف إلى آلاف الانتهاكات الإنسانية المباشرة، التي يتعرض لها الأطفال اليمنيون، وترصد التقارير المحلية والدولية مقتل أكثر من 1500 طفل يمني وإصابة نحو 4000، على يد الميليشيات الحوثية، بين مارس 2015 وأبريل 2018.


أما تدمير المدارس والبنية التربوية، وحرمان الأطفال من التعليم، والاستغلال الجنسي، فأقل ما يلجأ إليه الحوثي، مقارنة مع التجنيد القسري للصغار في المعارك، واتخاذهم دروعاً بشرية، وزجهم في حقول الألغام، إذْ سجلت الأرقام الرسمية والدولية تجنيد أكثر من 900 طفل في جبهات القتال.


الحوثي لم يستثنِ أطفال اليمن من توحشه وعملياته العسكرية في المناطق العسكرية والمدنية، وفي المقابل، فإن مبادرة «إمداد»، التي أطلقتها الإمارات والسعودية، لغوث نحو 12 مليون طفل يمني، شملت الأطفال في المناطق التي يُسيطر عليها الحوثيون، على الرغم مما يعنيه ذلك من مخاطر، فهذه العصابة سطت خلال السنوات الثلاث الماضية على سفن وقوافل مساعدات.


«إمداد» سترسل المساعدات إلى أطفال اليمن، بالتعاون مع منظمات دولية موثوقة، ولن تستثني أحداً، فهذا شأن إنساني وأخلاقي، تحرص عليه الإمارات والسعودية، منذ اليوم الأول لاندلاع معارك استرداد الشرعية، ودحر الميليشيات الإرهابية، مثلما تحرص على تجنيب المدنيين تبعات الحرب، وخلال هذا العام فقط، أنقذت قوات التحالف الدولي أكثر من 86 طفلاً من الاستغلال الحوثي.

لك والمجتمع الدولي يعرف العلة والعلاج في المشهد اليمني. يعرف أنه تحول إلى ساحة لأطماع إيران وقطر ووكلائهما المحليين، ويدرك حجم الخراب والتدمير، كما اختبر أكثر من مرة استهتار الحوثي بالمفاوضات والحلول السلمية، حتى أصبحت أخطار المجاعات تهدد ملايين اليمنيين.


لا أقل الآن من أن تتحرك الأمم المتحدة، والدول المركزية الكبرى، باتجاه دعم المبادرات الإنسانية، لتخفيف انعكاسات سوء الأحوال المعيشية على ملايين اليمنيين، فـ «إمداد» تستهدف الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، وتلاميذ المدارس، والنساء الحوامل، والمرضعات، والمعيلات لأسرهن، وكبار السن، والمرضى.


اليمن في حاجة إلى إغاثة دولية سياسية أيضاً، فالحوثي وحلفاؤه مستمرون في هذه الجريمة المفتوحة على مزيد من الموت والجوع والكوارث، ويواصلون خداعاً ممنهجاً، سرعان ما تكشفه الأوضاع الإنسانية الصعبة، فضلاً عن أنه يتداعى أمام الأرقام الموثقة، لما يحدث يومياً في اليمن.


«إمداد» التزام إماراتي وسعودي، قانونه الأخلاق، وهدفه حماية الشعب اليمني من الموت جوعاً، وهي جزء من عملية إنسانية مستمرة، أنفقت عليها دول التحالف نحو 18 مليار دولار في السنوات الثلاث الماضية.