مشعل السديري يكتب :
الشر المستطير
صدق من قال: إن انطلاقك بسيارتك من بيتك إلى المطار لتلحق برحلتك، وهي في المتوسط تستغرق ما يقرب من (نصف ساعة)، إذا وصلت عليك أن ترفع كفيك للسماء وتحمد ربك على السلامة، فهذه الرحلة هي أشد خطورة بـ100 مرّة، من رحلتك بالطائرة التي تستغرق ست أو عشر ساعات مثلاً.
الحوادث المرورية هي الشر المستطير التي يتعدّى ضحاياها ضحايا الحروب.
وباختصار (خير الكلام ما قل ودل) - خصوصاً إذا كانت مركزة على الإحصائيات والأرقام - كان تعداد الوفيات من حوادث الطرق في ألمانيا عام 2009 على سبيل المثال هو: 4152، وفي عام 2012 أصبح 3600 - أي أنه انخفض 13 في المائة، علماً بأن عدد السكان هو 81.8 مليون نسمة.
وفي السعودية كان عدد الوفيات من حوادث الطرق عام 2009 هو 6142، وفي عام 2012 أصبح 7638 - أي أنه ارتفع إلى 24 في المائة، علماً بأن عدد السكان 28.2 مليون.
وكشف مصدر في إدارة المرور السعودية أن قيمة المخالفات المرورية على مستوى المملكة تجاوز خمسة مليارات ريال في العام الماضي.
وأثبتت دراسة أجراها أحد الباحثين السعوديين أن خسائر الحوادث المرورية في السعودية سنوياً تبلغ قيمتها 41 مليار ريال.
وأكدت الدراسة أن المملكة بحاجة إلى 23 مليار ريال لعلاج 50 ألف مصاب بالحبل الشوكي نتيجة الحوادث المرورية.
ومن حسن الحظ أخيراً أن نشطت إدارات المرور في تشديد العقوبات وضبط المخالفين، مع انتشار كاميرات الرصد الآلي، وإصلاح الطرق عبر البلديات والأمانات، والتي كانت تعد نقاطاً سوداء لكثرة الحوادث.
وهذا كله أدى إلى انخفاض ملحوظ في عدد الوفيات نتيجة الحوادث المرورية في السعودية ووصل الانخفاض إلى 36 في المائة مقارنة بالوضع قبل عامين. وأشارت المعلومات إلى أن هذه النتيجة الإيجابية كان مخططاً لتحقيقها بعد عام 2020، ولكن جرى التوصل إليها بأسرع مما خطط لها، ويعود ذلك إلى جهود القطاعات الضبطية ممثلة في إدارة المرور وأمن الطرق.
ولا شك أن هذه النتيجة الإيجابية تحسب للقطاعات التي ذكرتها في المملكة، ومن وجهة نظري أنه لا تكفي أخذ الغرامات المادية من المخالفين، ولكنني أتمنى أن يفرض على بعضهم خصوصاً من الشباب الانخراط في الخدمات الاجتماعية، والذهاب بهم إلى المستشفيات ليصدموا ويفجعوا من مناظر المكسّرين والمشلولين والذين لا يتحركون إلا على الكراسي المتحركة.
وقبل ذلك أقترح إعطاء لو حصة واحدة في الأسبوع لطلاب المدارس ليكون لديهم استيعاب لتعليمات المرور ولثقافة النظام كذلك.
هل تعلمون أن عدد السيارات التي تجري في العالم تزيد على مليار سيارة؟!، وأن واحدة منها راحت ضحيتها ديانا - أجمل أميرة... آه منك يا سيارة آه.