أحمد الربيزي يكتب لـ(اليوم الثامن):
"الإخوان" في بكين وغداً في تل أبيب
في كلمته التي أوردت صحيفة "الصحوة" فقرات منها تحدث مبعوث حزب الإصلاح (إخوان اليمن) لحضور مؤتمر "حوار الحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب العربية" أشاد عبدالوهاب الآنسي أمين عام حزب الإصلاح اليمني، بالحزب الشيوعي الصيني وقال :" نعبر عن تقدير التجمع اليمني للإصلاح لهذه الدعوة الكريمة من قيادة الحزب الشيوعي الصيني، مؤكدا حرص الإصلاح على تمتين العلاقة مع هذا الحزب الرائد للاستفادة من خبرتهم وتجربتهم الطويلة في العمل الحزبي ..ألخ" هذه الاشادة التي صرح بها "الآنسي" مغايرة تماما للخطاب الديني المعروف لحزب الإصلاح الذي يعتبر "الشيوعية" هي العدو الأول للإسلام حسب تصنيف الاحزاب الدينية التي حاربت المد الشيوعي الالحادي منذ، منتصف خمسينات القرن الماضي، واليوم، (الشيخ الآنسي) يشيد بالحزب الشيوعي خلافاً للأشادة بالدولة التي يقودها الحزب الشيوعي الصيني، بل الاشادة تخص الحزب بمنهجه وفكره ونظريته وتجربته "الرائده" وبأعضاءه ..الخ .
الأمر الذي يؤكد ما قلناه من سابق ومازلنا نؤكده بإن الأحزاب الدينية ومنها حزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) ليس لها علاقة بالدين، ونهجه ومبادئه وسماحته، بقدر ما تعمل فقط للوصول الى السلطة، وبشتى الوسائل المشروعة، وغير المشروعة، بالسلم، أو بالإرهاب وقتل الخصوم، ولو حتى بالتحالف مع الشيطان للوصول الى مبتغاها.
وشاهدنا جميعاً انتهازية حزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) وعرفنا تاريخه وانتهازيه قياداته، في كل المراحل وتلونها بـ(تقية) وبوجوه عدة، لا تخجل بالمجاهرة بها بقية الوصول الى المال والسلطة والنفوذ فيما يشبه ما تقوم به عصابات المافيا، التي تستخدم كل الوسائل والحيل والاجرام مستهدفه منافسيها وخصومها، وهدفها فقط المال والنفوذ، والسلطة، شاهدناها تخوض انتخابات، فيما كانت تراها عمل علماني شيطاني، وفي الوقت نفس شاهدنا فضائح تزويرها للانتخابات، وهذه القيادات الوصولية لحزب الإصلاح الإرهابي وهي تواجه أصعب مراحلها بعد ان افتضح أمرها وصارت محظورة في كثير من دول العالم، تحاول لبس وجها آخر وجديد.
بالأمس القريب اصدر حزب الإصلاح (إخوان اليمن) فتاوي دينيه كفّر بها شعب الجنوب وحكامه باعتبارهم اشتراكيين شيوعيين، وحلل قتل أطفال عدن في غزو وأحتلال الجنوب 94م وتقاسم مناصفة مع (عفاش) كل ثروات ومقتدرات شعب الجنوب من أراضي وعقارات وسندات وأموال ومصانع ومزارع .. وأعتبرها غنائم حرب (فيد)، كما كان يحصل في عصر الفتوحات الإسلامية.
وكانت الحجة ان الجنوبيون اشتراكيون، واليوم في أنتهازية مقيتة يشيد بشيوعية الصين وتجربتها، بل ودعا العرب ان يستفيدوا من التجربة الصينية، في كلمة أمينه العام في المؤتمر المنعقد في هانغتشو الصينية؛ "الآنسي" المتشدد يشيد بالشيوعية عدوتهم الالحادية الأولى فماذا نسمي هذا؟! وهل يوجد غدا مانع في ان نراهم يعقدون صفقات في تل أبيب ومع االيهود الذين يلعنوهم ليل نهارا في مساجدهم؟! أنني بالحقيقة صررت لا أستبعد ذلك فللمال والنفوذ والسلطة حلاوة وطراوة لا مثيل لها وما يجري في انقره والدوحة لهو أعجب من العجب نفسه !!.