أحمد الربيزي يكتب:
لودر.. ماذا جرى يا (حاضرة البادية)؟!
مدينة لودر خلال الأعوام السابقة فضلت مدينة حضرية، وظلت مؤسسات الدولة تعمل فيها بانتظام برغم ما تعرضت له المدينة منذ 2010م من اعتداءات إرهابية ومحاولات أحتلالها من قبل قوى الإرهاب، وظل المواطنون في لودر، وأهالي القرى من حولها يدافعون عنها وعن مؤسساتها الأمنية الضبطية والقضائية، كما دافعوا عن سوقها وقوانينه وأعرافه، واستطاعوا هزيمة جماعات الفكر الإرهابي الذين حاولوا مرارا أحتلالها.
هكذا كانت لودر وأهلها كما عرفهم اهل الجنوب، لكن! ماحصل يوم أمس من تعذيب وحشي لموقوفين معتقلين ومن ثم تنفيذ إعدام لمتهم بدون أن ينال محاكمة عادلة وبدون أي مسوغ قانوني، وبدون أي صفة شرعية لمنفذين الإعدام على متهم موقوف على ذمة قضية لم يتم البت فيها من قبل القضاء، جعلنا نقف عند هذا التصرف مندهشين بل ومستغربين لان هذه الأفعال اللا قانونية تضع مرتكبيها في سياق مشابه تماما لما تقوم به المنظمات الإرهابية التي تنفذ اعدامات جماعية وفردية وفق فتاويها الغير سوية، الأمر الذي يجعلنا نطرح تساؤلات بمرارة بالغة؛ ماذا جرى لمدينة لودر وأهلها، في الفترة الأخيرة، وهي مدينة القانون والشرع والعرف والأخلاق والكرم، وجعلها تنزلق إلى تصرفات لا مسؤولة، كانت والى وقت قريب ترفضها جملة وتفصيلا؟؟!!
أتمنى من أبناء لودر وما حولها مراجعة لما حصل وانا أعلم أن غالبية الناس هناك ترفض هذه التصرفات المشينة التي هزت وخدشت صورة حاضرتنا الغالية لودر. وعلينا العمل جميعا لتفعيل القضاء فيها، وإعادة عمل المحكمة في لودر، والزامها في البت في القضايا والجرائم الجسيمة المعلقة، ومنها قضية القاتل (الشيابي)، الذي قتل سبعة من أقاربه قبل عدة أعوام، ولازال لم تنال منه يد العدالة وظل ملف جريمته حبيسة ادراج المحكمة، مما جعلها مثال سيئ، في التسويف والمماطلة، وصارت الناس تتخوف من مماطلة القضايا في المحاكم أسوة بقضية (الشيابي).