د. ضياء الكعبي تكتب:

الاستحقاقات الإماراتية الكبرى تتألق في عام زايد

ونحن على مشارف عام جديد مقبل فاجأتنا دولة الإمارات العربية المتحدة بخبر مذهل هو استحقاق عالمي استثنائي للغاية: الجواز الإماراتي الأول عالمياً، وهو استحقاق نالته الإمارات بعد جهود كبيرة بُذلَت وبعد عناء سنوات من العمل الرسمي الدؤوب المنظم. فبعد سنوات من انضمام الإمارات لقائمة الدول العشر عالمياً ضمن أقوى جوازات العالم، ووفقا لمؤشر آرتون كابيتال للجوازات والهجرة تتصدر الإمارات العالم بالجواز الأقوى عالمياً، ما يعني دخول مواطنيها إلى مائة وسبع وأربعين دولة دون الحاجة إلى استخراج التأشيرات من السفارات.

إن هذا الاستحقاق العالمي لم يُمنح للإمارات إلا لأنها بالفعل أصبحت دولةً قويةً مؤثرةً عالمياً على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولم يُمنح لها هذا الاستحقاق إلا لأنها أصبحت قيمة استثنائية عالمية ورمزية اعتبارية لايمكن تجاوزها مطلقاً.

ابتكرت الإمارات أجندتها الخاصة بها من وحي شغفها وإلهامها وخصوصيتها التي لاتشبه أحداً سواها: دولة طموحة ومتألقة باستحقاق الريادات، دولة ابتكرت أجندة أعوام خاصة بها حيث الزمن يحيل إلى دولة الحكم الرشيد وإلى المواطنة الرشيدة.

في الإمارات أصبح كل عام جديد يحمل ثيمةً معينةً فمن عام القراءة الذي حقق فيه الإماراتيون إنجازات عربية كبرى خاصة مع مسابقة تحدي القراءة التي أدت إلى انخراط مئات المدارس العربية، وآلاف الطلاب العرب في مشاريع قراءة طموحة وإلى تأسيس بنية ثقافية عربية متمثلةً في تلك الأجيال من تلاميذ المدارس الذين سيتولى بعضهم في المستقبل قيادة دولهم إلى عام الخير عام زايد.

وهو عام لامستُ فيه عن قرب أبرز فعالياته المستوحاة من روح العطاء ومن قيم المروءة العربية الأصيلة للمغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الزعيم الكارزمي العربي. لقد نجح الشيخ زايد في بناء أنموذج اتحادي عربي ملهم أسسه وفقًا لمعايير الواقعية السياسيّة والتحولات السياسية الكبرى في المنطقة، ولذلك بقي هذا الأنموذج العربي الاتحادي الوحيد في الوقت الذي تهاوت فيه مشاريع الوحدة العربية الكبرى لارتكازها على أحلام طوباوية لامكان لها في عوالم السياسة وتحولاتها الإقليمّية والعالمية.

الإمارات تجاوزت منذ زمن طويل ما تقوم به بعض الدول من محاكاة التجارب العلمية، تجاوزت هذا الأمر إلى أن تكون بنفسها الأنموذج الملهم لسواها من الدول من خلال ابتكارات إماراتية أصيلة، فوزارة السعادة على سبيل المثال لاتوجد إلا في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، وهي وزارة على درجة عالية من الذكاء حينما تقيس مؤشرات رضا المواطنين فتقيس بذلك مدى سعادتهم بخصوص الأداء الحكومي.

والإمارات استثنائية حتى في مشاريعها الثقافية، فعلى سبيل المثال تحولت إمارة أبوظبي إلى واحدة من العواصم الثقافية الكبرى في العالم لاشتمالها على تلك الانتقائية الجميلة لمشاريع ثقافية عالمية كبرى، ومتحف لوفر أبوظبي هو متحف كوني بمعايير استثنائية للغاية: هو لايحاكي متحف لوفر باريس، ولا أي متحف آخر في العالم لأنّه يصدر عن مفهوم كوني استثنائي، هو كونية الثقافات والحضارات في العالم عبر تواصلها، ويحتفي بالمتشابه الثقافي بينها.

الإمارات المشتعلة شغفاً وتوهجاً وعطاءً: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، والفجيرة، ورأس الخيمة وأم القيوين: في الإمارات من أقصاها إلى أقصاها ستجد القيادة السياسية الإماراتية تحقق بإصرار حلم الوطن الطموح إلى التألق.. ستجد المواطن الإماراتي يشتعل فخراً وولاءً لمواطنته.

وسأختزل الإمارات في كلمات وطن استثنائي للريادات العالمية... في عام الخير عام زايد أبارك لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً سياسيةً مستنيرةً، وشعباً رائعاً بكافة المقاييس.