رحيم الخالدي يكتب لـ(اليوم الثامن):
العراق.. عندما يرقص الإرهاب على دماء الشهداء
ذكر التاريخ الذي لا يرحم أحد، أن أبا سفيان في أيام عثمان مر بقبر حمزة، وضربه برجله، وقال: يا أبا عمارة، إن الأمر الذي تجالدنا عليه بالسيف أمسى بيد غلماننا اليوم يتلاعبون به! وكانت هذه الحادثة حالها حال بقية الحوادث، التي مر بها المجاهدون الأوائل كما يحدث اليوم في العراق الجريح، وما مر عليه ليس بالهين.
حيث تكالبت كلاب الشر التي أرسلتها ممالك الشر، وباقي الذيول الذين يبحثون عن أمن إسرائيل عدوة العرب الأولى، التي عملت بكل ما تستطيع في سبيل إركاع العراق، ليركع محور المقاومة .
بعد اليأس الذي وصل بالعراق، وإحتلال داعش لثلث مساحته، وسقوط الموصل والأنبار وصلاح الدين، بات يهدد بغداد والفرات، مما إضطر سماحة السيّد السيستاني، لإطلاق فتواه بعد اليأس من الحكومة، حيث شهد العالم تدافع الفتية والشيوخ، ملبين الدعوة ليسطروا أروع ملحمة بطولية شهدها التاريخ، منذ فجر الاسلام وليومنا هذا، فإنبهر العالم بتلك البطولات، وَصَدَمَ وخَسِرَ محور الشر الذي تقوده أمريكا، رغم أنها لا زالت تراهن عليه لحد الساعة، لكن إسطورة داعش إنتهت في العراق، حالها حال سوريا التي لا زالت تكافح .
جاءت الإنتخابات وليتها ما أتت! وكنّا ننتظر النصر الثاني، بعد إنتصارنا على الإرهاب لكننا فوجئنا بدخول محور الإرهاب في العملية السياسية! وصل حد دخول قادتها وأبطال منصاتها، التي انطلقت منها الشرارة الأولى مرددين شعار قادمون يا بغداد، وقتل أبناءنا بدم بارد كذلك التمثيل بهم، ووضعهم بالسيارات والطواف بهم شامتين، والصور والفيديوهات بالعشرات، وهي موثقة ولا يمكن نكرانها، وقد صدقوا وقدموا لبغداد بلباس عثمان، وجلسوا مع ممن سهل لهم الأمر والغى مذكرات القبض بحقهم، بل جلسوا سوياً مستهزئين بالدماء التي حررت الأرض .
قبل الإنتخابات كانت الشعارات مفصلها الرئيسي الإرهاب والقضاء عليه، وكيف سنقضي على الفساد ومن هذه الشعارات الرنانة، وفضل كثير من المواطنين عدم التصويتَ وآثر الجلوس في بيته، لانه صاحب تجربة مع هذه الشعارات، لكن بعد الإنتخابات إختلفت العجلة والنوايا عما قبل! وأصبحت الشعارات في مهب الريح، وأماني المواطن في خانة النسيان، وهذا يعد من الخيانة والنكث بالعهد، ومن أجل ان تكون الكتل أكبر، تم ضم من كان يقتل العراقيين بالأمس لمن يدعي بمحاربته! وهذا ليس من الأبجديات أو العهود التي عاهدوا على بذلها .
إذا كنتم على هذه الدرجة من التقارب والتلاحم! فلماذا لم تفعلوها من قبل أن تزهق الأرواح والضحايا؟ وكل ما حدث، إضافة للأموال التي صُرِفَتْ على الحرب، ولماذا تم الوقوف بوجه مبادرة الحكيم والإستهزاء بها؟ وإستمالة الشارع العراقي تجاهها، وإعتبارها تصالح مع الإرهابيين الذين هم من مكونات الشعب العراقي، ومن الضروري إحتوائهم، وجلبهم لجادة الصواب، والتي لو تم تطبيقها لحفظنا الأرواح والأموال، وتجنبنا تلك الحرب التي لا زالت الذيول تعمل لإستدامتها، من خلال الخروقات التي تحصل هنا وهناك .