خالد واكد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الدولة لموظفيها... باقي الشعب له الله

من اكبر المظالم التي حدثت وتحدث حتى يومنا هذا والتي افقدت الدولة معنى العدل والعدالة والانصاف بين مواطنيها ، العدل الذي هو من اسباب بقاء الدول وتفوقها وغلبتها ،

فالملاحظ منذ فترة طويلة ان كل إمكانيات الدولة مسخرة لموظفيها فقط دون بقية الشعب وهم الغالبية والذين لا صلة لهم ولا علاقة بالدولة ، فالحكومة تسعى وتسعى لضمان مرتبات موظفيها وتعمل على ذلك حتى ان كل الهبات والمساعدات هي لموظفي الجهاز الاداري للدولة فقط دون بقية مواطني الشعب اضافة لما يسمى  بالجمعيات السكنية والأراضي الموظف هو الاولى بالحصول عليها دون بقية الشعب ،

قمة الخطاء الاستراتيجي ان تضع الدولة وتمنح كل امكانياتهالموظفيها فقط ما جعل كل المواطنين يفضلوا البحث عن وظيفة فهي المضمونة والأكثر استقرارا وراتب تقاعد في المستقبل ، اما باقي الشعب ممن يعملون في القطاع الخاص فلاشئ لهم والدولة لا تهتم لأحوالهم ومعاناتهم فمن المعروف ان العمل في الخاص غير مضمون ولا استقرار فيه فهنالك من  عمل في الخاص يقول خلال عشر سنوات عملت في 6 وظائف بمرتبات مختلفة بين 40 و 60 الف ريال وأحيانا اجلس أشهر في البحث عن وظيفة اخرى.

هل بالضرورة ان يتجه الشعب كله للعمل في الحكومة فالموظف اليوم يملك من المميزات الكثير فهم الاحق بالحصول على قطعة ارض وألاحق بالسفر للعلاج وألاحق بمجاملات الحج والعمرة وألاحق وألاحق ...الخ 

هذا الظلم بعينه ومن خلاله اصبح من سابع المستحيلات ان تقوم دولة عادلة ومنصفة مِن خلال هذا الظلم ، 

فالدول الاجنبية  إن توفرت على معالم قيام الدول ونهضتها أقامها الله وجازاها بجنس عملها، ولا يظلم ربك أحدا،

في الغرب  الكل سواسية في كل شئ ولا يوجد فقير محتاج والجميع يتحصل على معونة ومساعدة من الدولة ، 

 كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة، يعطى بها في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها. رواه مسلم. فالله تعالى يعطيهم في الدنيا ما يستحقونه باعتبار ما عندهم من خير وما يبذلونه من حق. 

ولما سمع عمرو بن العاص المستوردَ بن شدادَ يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: تقوم الساعة والروم أكثر الناس. قال له عمرو: أبصر ما تقول؟ فقال المستورد: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمرو: لئن قلت ذلك؛ إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند الفتنة، وأسرعهم إفاقة بعد المصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، ((وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف)) ،وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك. رواه مسلم.