خالد واكد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الرياضة و الدبلوماسية الشعبية

هل تنجح الرياضة فيما افسده اهل السياسة والسياسيون هل تلعب لعبة كرة القدم وعلى وجه الخصوص بطولة مجلس التعاون الخليجي في تقريب المسافات بين اهل السياسة من بعد جفاء وخصام اخوي ، حقيقة فقد اصبحت الرياضة بمثابة جهاز إعلاني (سلطة رابعة )ينجح فيما في تفشل فيه الدبلوماسية الرسمية ، واصبح من حق  كل مواطن رياضيان يكون سفيرا لبلده.
 " والرياضة بشكلها العام هي الصفة الرسمية والأساسية للدبلوماسية الشعبية ، وقد اكتسبت تلك الصفة في العصر الحديث ، وذاك عندما نجحت الدبلوماسية الشعبية ان تفتح أبواب العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين حينما بدأ الرئيس الامريكي نيكسون ذلك في اول خطوة لتمهيد فتح العلاقات الدبلوماسية الرسمية حينما ارسل فريق تنس الطاولة الامريكي الى الصين معقل اللعبة وبعدها مباشرة جاء الدور الدبلوماسي .
أصبحت الدبلوماسية الرياضية اليوم جزءًا لا يتجزأ من نموذج القوة الناعمة الأوسع نطاقًا على المستوى الدولي ولكون شعبية كرة القدم اللعبة العالمية الاولى  فقد أضحت إحدى أدوات القوة الناعمة للدول، والتي باتت تتفوق على أبعادها التقليدية. ولدورها المتعاظم في السياسة الدولية حيث  أمكن  استخدام "دبلوماسية كرة القدم" في تحسين صورة الدولة، وتوطيد صداقاتها مع الدول الأخرى، وكذلك تعزيز السلام.
وكثيرًا ما لعبت كرة القدم دورًا في تحسين العلاقات بين الدول بعد فشل الوسائل الدبلوماسية التقليدية، ومن الأمثلة  الأكثر شهرة على ذلك مباراة إيران والولايات المتحدة في كأس العالم بفرنسا عام 1998. فعلى الرغم من أن المباراة اعتُبرت معركة أيديولوجية، الا ان اللاعبون استطاعوا التغلب على الانقسامات السياسية. وقبل المباراة أعرب الرئيس الأمريكي السابق "بيل كلينتون" في رسالة عن أمله في أن تكون المباراة خطوة إلى الأمام تُنهي التعثر بين البلدين.
هكذا استطاعت الرياضة ان تحطم الحدود وتلغي المسافات ، ولا نبالغ اذا قلنا ان تلك المقومات متوفرة اليوم لتلعب هذه الدبلوماسية دورها في كسر الصمت والغاء المسافة بين عواصم الاشقاء في دول الخليج فقد تستطيع لعبة رياضية كلعبة كرة القدم اكثر الألعاب شعبية في المنطقة ان تعيد المياه لمجاريها بين الاشقاء في قطر وأخوانهم في السعودية  والامارات والبحرين وهذا ما هومأمول ومتوقع ان تلعبه الرياضة في تذويب الخلافات عندما أعلنت جميع دول الخليج العربي مشاركتها في بطولة كأس الخليج المقرر أقامتها في الدوحة بقطر.
ولا يمكن لأي انسان ان ينكر دور الدبلوماسية الكويتية وشيخ الدبلوماسية العربية الشيخ صباح الاحمد الصباح ودوره الكبير في رأب الصدع بين الاشقاء في الخليج والدور المتميز باستمرار في حل المشاكل العالقة بين الاشقاء .
خالد احمد واكد