د. صبحي غندور يكتب:

العدو الصهيوني يقف على حافة الهاوية..!!

رجَّحَت وسائل الإعلام الصهيوني ارتفاع مستوى التوتر على الجبهة الشمالية بسبب زيادة النفود الإيراني في سوريا ، وقالت ، أنَّ : ( الدولة العبرية تعتبر تزايد هذا النفوذ ، يًشكِّل خطراً وجودياً واستراتيجياً عليها) ، ولهذا بعث الرئيس الصهيوني روفين ريفلين، بــ ( رسالة تهديد واضحة إلى لبنان ) ، بواسطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال الاجتماع معه في العاصمة الفرنسية باريس مؤخراً ، وهدد ريفلين بــ : (عدم السكوت وضرب لبنان، في حال زيادة النشاطات العسكرية الإيرانية في لبنان، وامتلاك حزب الله صواريخ دقيقة بواسطة إيران) ، وكرر العدو الصهيوني  القصف الجوي على مطار دمشق ومناطق سورية أخرى زاعماً وجود أسلحة إيرانية هناك عمل على تدميرها، وقد أعلن الجيش الصهيوني للمرة الأولى عن مسؤوليته الكاملة عن الضربات الجوية الصهيونية التي استهدفت مجموعة من المواقع الإيرانية على الأراضي السورية ليلة السبت 19/1/2019، وجاء هذا الإعلان كنقطة تحول ملموسة في (قواعد اللعبة المتعارف عليها في الساحة السورية)، وخلافاً للسياسة الضبابية للعدو الصهيوني خلال السنوات الماضية في سوريا ، وجاء الاعلان الصهيوني الصريح ، كرسالة واضحة من الجنرال أفيف كوخافي رئيس الأركان الصهيوني الجديد إلى القوات الإيرانية والسورية ، حول كيفية تعاطيه مع الملف السوري والإيراني ، وأنَّ الجيش الصهيوني سيزيد من حدة ضرباته ضدالأهداف الإيرانية في سوريا ، للضغط على إيران للانسحاب من سوريا، مع عدم إستبعاد احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية قريبة بين الكيان الصهيوني وسوريا .

ونظراً للتخوُّف الصهيوني من أي رد سوري أوإيراني ، فقد نشر جيش العدو بطاريات القبة الحديدية في حيفا والعديد من مدن الساحل الفلسطيني المحتل ، حتى منطقة (غوش دان) على مشارف تل أبيب ، وعلى ما يبدو فإنَّ معلومات استخبارية وصلت إلى الجيش الصهيوني تفيد بأنَّ إيران تستعد للرد القاسي من الأراضي السورية فقط ، في حال تجدد القصف الصهيوني على أهدافها في سوريا، دون إشراك الجبهة اللبنانية في المواجهة، مع توقع إشراك الجهاد الإسلامي من غزة في هذه المواجهة من خلال إطلاق صواريخ من غزة لتشتيت وإرباك الجيش الصهيوني.

وعلى المقلب الآخر كشفت النتائج الأخيرة لاستطلاعات الرأي الصهيونية ، حول انتخابات (الكنيست) المقبلة في شهر نيسان / إبريل المقبل ، حصول حزب الليكود بزعامة نتنياهوعلى أعلى نسبة مقاعد، وأما( حزب جانيتس ) فسيحصل على على 15مقعداً ، ليصبح في المرتبة الثانية بعد حزب الليكود، بينما سيحصل ( حزب"يش عتيد" ) بزعامة لبيد ، على 12 مقعداً  ، ليكون في المرتبة الثالثة، ، في حين تراجع حزب "العمل" ليحصل على 8 مقاعد فقط بالكنيست، وأكدت الاستطلاعات أنَّ حزب الليكود سيخسر أكثر من 5 مقاعد في حال تم تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو، ورغم أنَّ نتنياهو سيبذل قُصارى جهوده لعرقلة الجهود القضائية ومنع تقديم لائحة اتهام ضده قبل الانتخابات ، حتى لو أدى إلى تفجيره مواجهة عسكرية مع سوريا ، نظراً لاعتبار قادة الجيش الصهيوني أنَّها الأنسب عسكرياً في الفترة الحالية ، وخصوصاً في ظل إجماع المنظومة العسكرية الأمنية الصهيونية بأنَّ النفوذ الإيراني في سوريا، يُشكِّل خطراً وجودياً على الكيان الصهيوني ، مع قناعتها بعدم جدوى تنفيذ عمل عسكري على جبهة غزة حالياً، وخوفها من التداعيات الكارثية لفتح مواجهة مع جبهة حزب الله في لبنان.

ورغم أنّ معركة الدعاية الانتخابية لم تبدأ رسمياً، لكنَّها بدأت فعلياً بشراسة، ويتصدر المعركة الانتخابية عدد من الجنرالات السابقين في الجيش الصهيوني، مثل بيني جانتس، وأشكنازي، وموشيه يعلون، الذي يسعى لخوص الانتخابات في قائمة مشتركة مع الوزير نفتالي بينت ، بينما يسعى أفيغدور ليبرمان لكسب المزيد من الأصوات من خلال التركيز على الملف الأمني والقضايا العسكرية وملف مستعمرات غلاف غزة ، واستمر في مهاجمة نتنياهو في قضية المنحة القطرية إلى غزة ، ويطمح بالوصول إلى رئاسة الوزراء ، أو منصب رفيع بالحكومة القادمة على حساب غزة ومستوطنات غلافها.

وكثَّفَ يوآف غالانت وزير الهجرة، زياراته إلى مستوطنات الضفة الغربية، وكرر تصريحاته حول تطوير وتوسعة الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة ، وأكد أنَّه سيعمل على ضم الضفة الغربية المحتلة للكيان الصهيوني عقب إنتهاء الانتخابات القادمة.

وفي سياقٍ آخر ، وعلى صعيد التعاون العسكري الصهيوني / الهندي ، كشفت(القناة13) العبرية يوم الثلاثاء29/1/2019، عن :( توصل"إسرائيل"والهند، إلى إتفاق لشراء طائرات انتحارية إسرائيلية ، وأنَّ وزارة الدفاع الهندية تريد شراء 15 طائرة انتحارية من نوع"هاروف"الإسرائيلية،التي تُصنِّعها شركة"IAI"، وستجري الصفقة في المستقبل القريب بين وزارتي الجيش الإسرائيلية والهندية ) ، وطائرة(هاروف)،هي طائرة بدون طيار مفخخة ، من إنتاج الصناعات الجوية الصهيونية ، وتشبه واجهتها الصاروخ ومخصصة لتدمير الأهداف الإستراتيجية ، وشبيهة بالصاروخ المُجنَّح ، وتعتبر الهند أكبر سوق لشراء وتسويق السلاح الصهيوني والذخائر والمهمات واللوازم والمعدات العسكرية الصهيونية ، وكذلك الطائرات بدون طيار ذات المهام الأمنية والعسكرية .