ماجد الداعري يكتب :

هل يفعلها جهاز الرقابة والمحاسبة؟

ينتظر الشعب اليمني بفارغ الصبر التقرير المصيري الأهم في تاريخ الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة حول نتائج تحقيقاته بفضيحة القرن الغير مسبوقة عن تورط بنك البنوك  باليمن بفضيحة المضاربة بالعملة الوطنية وتحقيق عشرات المليارات من فوارق التلاعب والسمسرة بأسعار بيع وشراء عملتي الدولار  والريال السعودي،في ظل نشر تسريبات إعلامية تؤكد تورط بنكي  الكريمي والتضامن الإسلامي في جريمة مضاربة مسؤولي البنك المركزي اليمني المفترض في عدن بما يصل إلى 16مليار خلال العام الماضي موزعة على النحو الموضح في الجدول أدناه والذي تم تناقله على نطاق واسع قبيل إعلان التقرير النهائي التاريخي المرتقب لأحد أكفأ وأنزه المسؤولين المخضرمين في قيادة جهاز الرقابة والمحاسبة حول تلك الفضيحة المهينة للشرعية وكل رجال الدولة اليمنية وثقة بنكها المركزي ومؤسساتها المالية أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة صندوق النقد والبنوك المتعاملة معه خارجيا، خدمة للصوت الانقلابي المتمسك ببقاء البنك المركزي في عاصمة الدولة المملشنة.
ومالم يصدر تقرير جهاز الرقابة والمحاسبة ويكشف هوية اللصوص والجهات المتورطة ويسمي الأشياء بمسمياتها، فإن على شعب الجنوب أن يخرج عن صمته ويقول كلمته النهائية الفاصلة بحق شلة اللصوص وعصابات الإجرام وتجار الحروب المتاجرين بمعاناة الشعب ومعاناته وفي مقدمتهم ثلاثي الشر المناطقي المقيت في حكومة شرعية الضياع، من أبطال وممثلي ومنتجي مسرحية   المضاربة بالعملة خدمة لأسيادهم بصنعاء لا أكثر ولا أقل.
واجزم ان شعب الجنوب وحده كفيل بتلقين كل لصوص هذا العهد اللعين، دروسا في الوطنية وتعريفهم بحجمهم الحقيقي وقدر من جاء بهم وأباح لهم سوء أعمالهم لمقاسمتهم حصاد أفعالهم الإجرامية بحقه وتضحياته الوطنية المقدسة من أجل جنوب حر يحكمه رجاله ويدير مؤسساته أسياده لا عملاء ضد تطلعاته المشروعة ودخلاء عليه وعلى جغرافيا أرضه المحررة اليوم بتضحية شلالات دماء جنوبية مقدسة.
ولعل هذه الفرصة،لن تعوض بالنسبة لقيادة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة باليمن،للرد على كل الاتهامات المرسخة باذهان الشعب للجهاز بالفشل والعبثية وعدم القيام بأي دور وطني يذكر من مهامه في محاربة الفساد وكشف اوغارهم وتعرية أفعالهم على الاقل، فلا اعتقد ان لديه فرصة لاستثمار توجه الراي العام نحوه وتركيزه على مهمته ،لتحسين صورته النمطية المكرسة لدى العوام واثبات وجود ونزاهة ومسؤولية لدى قيادته، بعكس مايتوقع الكثير منه وأنا أولهم.
فهل يفعلها جهاز الرقابة والمحاسبة ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه . .أم أن العقبات وتحديات اللصوص  ومكانتهم الرفيعة ستحول دون ذلك؟ هل يفعلها الرقابة والمحاسبة؟