محمد الدليمي يكتب لـ(اليوم الثامن):

ساعة حمد بن جاسم

لا أظن ان الدبلوماسية العربية شهدت بهلوانا سياسيا غريب الأطوار متقلب  المواقف مثل وزير الخارجية القطري ورئيس الوزراء الأسبق حمد بن جاسم بن جبر فهو يمثل نمطا سلوكيا شاذا في اسلوب التعامل ووسائل تنفيذ سياسة بلده الخارجية شخص يجمع بين صفات عديدة ربما تبدو متناقضة فمن ضحالة الثقافة الى أدعاء الدور ومن ركاكة الكلمات الى طلاقة في التحدث بالأنجليزية التي لا يحمل مؤهلا علميا سواها فعندما ذهب لدراسة الأقتصاد الى امريكا على حد قول احد ابناء عمومته قبل سنوات عاد الى الدوحة ليشتغل بمؤهل دبلوم دراسي فقط مدته ستة اشهر في امريكا ولرغبته في تعويض هذا النقص الفادح في قدراته  في اللغة العربية مثلا فيلجأ كثيرا الى استخدام مفردات من الأنجليزية .

ومثلا بسيط على ركاكته الدبلوماسية وضحالة منطقه عندما سأله مرة المذيع في قناة الجزيرة عن مستوى علاقات بلده قطر مع جارتهم إيران قال نحن نكذب عليهم وهم يكذبون علينا  ثم في لقاء تلفزيوني آخر أجاب على سؤال عن افضل طريقة للتأثير في السياسات الأمريكية ( ليس لنا سوى التوسل بهم ) بهذا المحتوى المتدني ادار حمد بن جاسم السياسة الخارجية القطرية احترف اسلوب الكذب والتدليس واحيانا التمثيل يسأله رئيس دولة عربية مغاربية عن تجاوزات قناة الجزيرة على بلده وان اسلوب هذه القناة اصبح شوارعيا فيجيبه حمد بن جاسم ونحن يا سيادة الرئيس مثلكم هذه الجزيرة تجلب لنا الصداع ؟ ليعود الرئيس ليقول له يا معالي الوزير هل الجزيرة تتبع قبرص ام هي لا تبعد سوى امتار عن مقر وزارتك في الدوحة ؟

حمد بن جاسم هاوي اللعب بالنيران وعراب الربيع او قل الخراب العربي وقف في الجامعة العربية يوما مهددا وزير خارجية الجزائر بلد المليون شهيد وملهمة حركات التحرر والأستقلال في العالم ( اسكت والأ الدور جاي عليكم )  وقبل ايام كانت مقابلته مع محطة فرانس 24  ليخبرنا سعادته ان سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد خيب ظنه ؟

 ياله من جهبذ تفتق ذهنه عن هذه التخريجات المضحكة فمن انت  وماذا تمثل من فكر او توجهات سياسية حقيقية سوى الخراب والدمار والارهاب حتى يخيب ظنك هذا الفارس العربي الذي نتفائل به كل يوم ولعل أكثر ما اسعد ابناء الأمة العربية من محبي الأمير  محمد بن سلمان هو انه خيب ظنك.. فظنونك يا حمد هي خلطة من دعم القاعدة والأخوان وتشجيع الفوضى ونسف الأستقرار في العالم العربي بل ان طموحاتك يا بن جاسم لا تبتعد كثيرا عن مسار تقزيم الدول وارهاق شعوب المنطقة في الحروب الأهلية وتشجيع الميليشيات وتوسيع دائرة الفساد .

 محمد بن سلمان نحبه في دنيا العروبة لأنه ابن ملك العزم وسليل الحزم الذي قوض مشاريعكم التدميرية ووقف كالطود الشامخ يمتلأ عزة وكبرياءاً بوجه اخطر مشروع صفوي فارسي في المنطقة انت ودويلتك بيدقا من بيادقه .

 حمد بن جاسم مخلوق لا يشبه أي كائن سياسي منذ عهود المنظرين السياسيين الأوائل جان جاك روسو وماكس فايبر فهذا جلب للمنطقة بدلا من نظرية العقد الأجتماعي نظرية (اللعب بالنيران) واذا عجزت عن الأقناع فستعن بدفتر الشيكات في جيبك هو من يتولى الأمر .. تركيبة نفسية مليئة بالحقد والكراهية لكل ما هو زاهي وشامخ من رموز امتنا العربية يتباكى يوما في البحر الميت على الهواء عندما أخبروه بوفاة المرحوم الأمير سلطان بن عبد العزيز وبعبارته الشهيرة ( لا نقدم تعزية أنما نعزي انفسنا لأن الميت ميتنا ) وبعدها بأيام يتصل بالزعيم الليبي الراحل القذافي هاتفيا ليناقش معه مقترحات تفكيك المملكة العربية السعودية لا يبتعد توصيف السفير المصري السابق في الدوحة له عن الواقع ( ان حمد بن جاسم عبارة عن ابليس في هيئة إنسان ).

وهذا الأبليس ذهب قبل الغزو الأمريكي للعراق بأسابيع حاملا رسالة من أميره حمد بن خليفة الى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وادع القاريء يستمع الى حكايته يرويها أحد مرافقي صدام حسين ممن اثق بصدقيتهم ( وصل حمد بن جاسم الى بغداد وبحسب الأجراءات المتبعة وخصوصا في مثل تلك الظروف ولأن الضيف مشخص من طرف الأجهزة الأستخبارية بأرتباطاته المشبوهة فقد اخضع قبل الدخول على صدام لأجراءات تفتيشية دقيقة منها خلع ساعته اليدوية وغسل اياديه بمحلول كيميائي خاص الى غير ذلك وبعدها رحب به صدام ومن ثم بدا بن جاسم  بنقل تحيات ومحبة سمو الأمير ويكيل انواع المديح والأشادة بصدام وزعامته وبطولته ثم وصل لبيت القصيد أن يقترح ما مضمونه ان  يتخلى الرئيس صدام عن الحكم ويغادر واسرته للعيش امنا مطمئنا في الدوحة وهنا بحلق صدام في وجه بن جاسم نحن فرسان يا حمد ولن نتخلى عن جوادنا قبل نهاية الشوط وانتم ليس سوى عملاء وخونة ولولا ان الرسل والمبعوثين ضيوف لتصرفت معك بطريقة اخرى فأمامك ساعة واحدة لمغادرة العراق والا سترى مالم تسمع انهض انتهت المقابلة فأصفر وامتقع وجه بن جاسم ليردد بعض كلمات غير مفهومة ويسقط البشت من على كتفه وليولي الأدبار حتى انه نسي ساعته الموجودة في درج امانات القصر الجمهوري ولا اعرف اين اصبح مصيرها.