أحمد الربيزي يكتب :

الشهيد "الطماح" المثير والمبهر

رحم الله الشهيد القائد اللواء محمد صالح الطماح، الذي رحل قبل أربعون يوماً، واليوم يتم تأبينه بحضور مبهر ومتنوع، وكما هو دائما - رحمه الله - حيث يحل يثير حضوره الكثير من الجدل والفعالية والأبهار، حتى حين استشهد في منصة العند كان لرحيله وقع محزن غير عادي في نفوس محبيه، وفي نفوس من أختلف معهم، وهذا يدل على ان شخصية الشهيد "طماح" تمتاز بكاريزما غير عاديه.

تعرفت على الشهيد "طماح" في حياته أول مرة في عام 2008م كمعرفة عن قرب، وكان حينها قد وصل من أمريكا للتو وجاء الينا في منزل الاخ جمال عبادي في كريتر وكنا نعد ونتحاور من أجل تشكيل أول هيئة لقيادة الحراك الجنوبي، وعلى الرغم من تخوف الكثير من القيادات المعروفة من تشكيل الهيئة الاّ ان "طماح" أيد الفكرة بل وأبدأ استعداده للعمل مع مجموعتنا التي كانت فيها قيادات لها ثقل غير عادي مثل العميد حسن البيشي – أطال الله في عمره – والفقيد الحاج صالح باقيس والفقيد الشيخ عبدالله عبد الكريم والفقيد محمد أحمد الدرب، والشهيد صالح البابكري والفقيد فاروق مكاوي، والقائمة تطول لا يسمح الحيز بان نذكرهم جميعا.

عقدنا اللقاء التأسيسي لـ(الهيئة التنفيذية للحراك الجنوبي) واخترنا جميعا لقيادتها القائد جمال عبادي، وحوله مجموعة نواب ضمنهم الشهيد "طماح" تم تأسيس الهيئة على الرغم من تعرضنا لمعارضات حزبية، حينها وكانت لهم وجهات نظر مغايرة، عموما، صارت الهيئة التنفيذية لاحقاً، من أحدى المكونات الأساسية التي أسست للمجلس الوطني في مدينة العسكرية في يافع، أواخر 2008م.

في العسكرية كان للشهيد محمد صالح طماح دور كبير جداً في تأسيس المجلس الوطني الذي حوى أغلب قيادات الحراك الجنوبي، وحينها استطاع "الطماح" ان يجلب الدعم للمجلس من خلال ثقة المغتربين وتجار يافع به، ومضى المجلس الوطني يقود التظاهرات بقيادة المناضل حسن باعوم.

وازدادت معرفتنا بالشهيد محمد صالح الطماح حين انتقلت قيادة المجلس الوطني الى يافع وهنا فتحت أبواب أبناء يافع، وكان لمشألة وبيوت آل الطماح دور كبير في استقبال قيادة المجلس، وكنا نأتي الى يافع ونقيم في منزل الشهيد "الطماح" ونحظى بكرم الضيافة المعروفة لأبناء يافع، وكنا نتحرك الى كل مناطق يافع بأمن وأمان.
أتذكر اليوم هذه الأحداث في يوم تأبين الشهيد الطماح الذي يقام في هذه اللحظات والذي يحضره الكثير ممن رافقوا الشهيد في حياته والجميل ان حضور التابين فيه تنوع غير عادي سياسي ووطني، ففيهم من رافقه بنضاله الثوري الجنوبي وفيهم ممن يحسب على السلطات اليمنية، وكأني به يثير الانبهار حتى في حفل تأبينه.

تغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة وألهمنا وأهله الصبر والسلوان، ونتمنى من الجميع الاهتمام بأولاده وهم مناضلين وذاقوا معنا ويلات السجون في زنزانات الأمن السياسي في صنعاء وأعني عمار وياسر الطماح.