رحيم الخالدي يكتب لـ(اليوم الثامن):
العراق: شذرات عن شهيد المحراب
أوجعت المعارضة نظام صدام أبان فترة الثمانينات، وغيّرت كثير من المعادلات في المنطقة العربية، وتمت محاربتها وهي في المهجر من قبل أمريكا والقوى الإمبريالية العالمية، يتم اليوم تطبيق نفس المنهج ضد الحشد المقدس، وهي التي كانت تقف خلف صدام في إيقاف المد الشرقي للجمهورية الإسلامية في إيران، كما كان يسمونه في حينه، اليوم تقف نفس الموقف ولكن معها القوى العربية، التي فتحت كل الخطوط في سبيل الإنخراط في نفس الطريق، الذي سلكه صدام في فترة حكمه .
اليد الطولى والمؤثرة كما باقي الفصائل والتشكيلات، في محاربة الإرهاب المتمثل بالقاعدة وداعش، هي من نتاج تلك الجذوة، التي هيأت لشهيد المحراب في أبان فترة ثمانينات القرن الماضي، بعد المضايقات لعائلة الحكيم واللجوء لإيران، ومنها تكوين "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" ولأول مرة في تاريخ العراق تكوين معارضة مسلحة منتظمة عسكرياً بإستطاعتها محاربة نظام البعث المقبور، فللحكيم الفضل الأكبر في تدريب تلك الزنود السمر، التي أنتجت الإنتصار على أعتى تنظيم عرفه التاريخ المعاصر.
لو تمعنا ودققنا في الفصائل المشاركة، في مقارعة الإرهاب وجلب النصر بعد الفتوى، لرأيت أغلبها إن لم تكن كلها، منحدرة من نتاجات شهيد المحراب، الذي بذل كل مساعيه في سبيل نيل الحرية للعراقيين، بعد التعتيم الإعلامي الذي كان يستعمله النظام السابق، إضافة لمحاربة المواطن العراقي من كل النواحي، وأبسطها السفر لخارج العراق، حيث كان الحكومة آنذاك تستوفي أربعمائة الف دينار، لقاء السماح بالسفر خارج العراق وغيرها كثير لا يمكن سردها بمقال .
من جانب آخر كانت له مواقف كثيرة، وعن العلم وطلبه فقد فاق أقرانه بالعلم والمعرفة، وأخذ الصدارة في فن الخطابة والتدريس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وإذا تحدثت عن شجاعته فهو في مقدمة المجاهدين، الذين قارعوا الظلم والظالمين، وصبروا على الأذى وما لحقه منه كثير، وإذا تحدث عن موقفه فهو صاحب المواقف العظيمة، وقد عاش ثلث حياته أو نصفها غريباً عن أهلهِ ووطنه؛ بسبب مواقفه تجاه الأنظمة الحاكمة، التي حاربت الإسلام والمسلمين، فكان لها بالمرصاد وأُدخل إلى السجن أكثر من مرة، وعُذِبَ وكُسِرَتْ يده، وحورب شتى أنواع الحروب النفسية والجسدية .
أمنيته التي طالما يدعوا فيها دبر كل صلاة، نيل الشعب العراقي حريته، والتخلص من النظام الدموي، ورجوعه للعراق ولقائه بالمراجع، والقرب من ضريح أمير المؤمنين، ناصحاً جماهيره وأتباعهِ المُحِبَة، بضرورة إتّباع نَصحُ المرجعية، التي يعتبرها من الأولويات الواجب إتباع منهجها، الشهادة وقد تحققت لكنه لا يعرف أنه ترك فراغا كبيراً نحن بأمس الحاجة له اليوم، بعد تطاول من كان بالأمس تابعاً، أصبح اليوم غير ما كان يرجوه .