صالح علي باراس يكتب:

الموضوع اخطر من خطورته الظاهرية على القضية برمتها!!!

✅ ان الهدف من هذا الطرح ليس الإساءة للإنتقالي ولا هدمه فهو كيان غير قابل للهدم وعلينا أن نحرص عليه ، لكننا مع تصحيح لمساره بما يتطابق ووثائقه التي اعلنها ، ومنها اعلان عدن التاريخي وكلمة اللواء عيدروس في 4 مايو يوم اعلان عدن. ووثيقة الاسس والمبادئ والاهداف لبناء المجلس والرؤية السياسية للمجلس. فالتفويض جاء بناء على إعلاء عدن وكلمة الاخ عيدروس والخروج عنها ،وعن وثيقة الاسس والرؤية السياسية ، سيطعن في التفويض ذاته ،وهو ما نحرص عليه.

✅ لن تفتح الزيارات مهما علا تمثيلها ولا اللقاءات مع المسؤلين الدوليين اي مغاليق للقضية الوطنية الجنوبية على طريق استقلاله ، حتى لو وصلنا الامم المتحدة ، مادم خطابنا ميمنن فستكون الردود الدولية في إطار تعريفنا لانفسنا ، وفقا للمصطلحات كما تفهمها اللغة الدولية ، لا كما نريد ان يفهموا تفسيرنا للداخل لها ، والرسائل الغامضة المضطربة لخطابنا التي نبعثها للعالم لن تأتي إلا بردود غامضة مضطربة !! ، والخلاصة النهائية لاضطراب خطابنا في حالة التعارضات الدولية والاقليمية اما ستجلب لنا حلول تعود بنا إلى يمننة أبشع مما كانت ، او الى تفتيت بأكثر من اثنين وأكثر من هويتين.

 

✅. إن استخدام المصطلحات المتناقضة من أصحاب اي قضية ، هو فيروس تدميرها ، فهناك ما يسمى تحرير المصطلح ، بمعنى مدلوله فالمصطلح هو معنى محدد مدروس وليس معنى مزاجي مضطرب ... فمثلا مصطلح الهوية الواضحة في اي قضية وطنية شرط واضح ، ففي قرارات تصفية الاستعمار دخلت البلدان بهوياتها ، لذلك فالإزدواجية في الهوية مضر ، وليس صحيحا ان القانون الدولي يعترف بأي قضية بهويات متعددة لها ؛ بل ؛ حتى في قضايا الصلح العادية بين أشخاص فان اضطراب تعريف هوية القضية محل الخلاف يخلق اضطراب في الصلح او الحل لو تم !! ، والقانون الدولي ليس مع عدم اعلان الهوية بحجة اعطاء مهلة لما بعد إعلان الدولة كما يردد البعض .

 

✅ ترديد كهذا لن يفيد القضية بل يراد منه إثبات أن هذه الرؤية التي يتبناها حزب معين او جماعة معبنة ، هي رؤية الجنوب كله ، عبر تريدها من عدة منابر جنوبية تبدو مختلفة لكن الهيمنة على خطابها واضحة !!! ترديد كهذا غير صحيح مطلقا انه لصالح قضية الجنوب ؛بل ؛ تريده لصالح تلك القوى التي تريد ان تثبت للعالم صواب تاريخها وان رأيها هو الرأي الذي يتبناه شعب الجنوب لتحتكر تمثيلها له وان لاصوت يعلو على صوتها !!! .

وهذا الغباء بعينه ، لن يصل بها لتمثيل الجنوب في اي عملية سياسية ميمننة ولن يصل بالجنوب للاستقلال ؛ بل؛ لتكريس يمننة أبشع.  

 

✅ فمثلا دخل مصطلح هوية الجنوب العربي تعريفا لقضية وطن يسعى للاستقلال من الاستعمار البريطاني وتمت المناقشات في الأروقة الدولية وكانت قضية الجنوب العربي من القضايا التي شملها قرار تصفية الاستعمار بهويتها وجغرافيتها !!...هل دخلنا في تلك المرحلة بهويتين ؟ هل قلنا للعالم اننا سنحدد هويتنا بعد الاستقلال ؟

 

✅ طبعا هوية اليمننة وسمتنا بها الجبهة القومية على مسؤليتها في وثيقة تفاهم الاستقلال بعد أن سلم الاستعمار بلدنا بهوية الجنوب العربي التي دخلت بها أروقة القانون الدولي في الأمم المتحدة وبريطانيا اعترفت مقابل السكوت عن أية التزامات عليها للجنوب كبلد محتل له ، ولم يستفت شعب الجنوب العربي على تغيير هويته !!!

 

✅ من الضروري تحديد هوية واضحة للقضية الوطنية !!

 

✅ فخطورة اليمننة في هويتنا بان معالجة قضيتنا الوطنية في الاروقة الاقليمية والدولية ستظل ضمن قضايا القضية اليمنية شئنا أم ابينا ، ولن نجد من الحلول لقضيتنا إلا أحد خيارات ثلاث :

⭕اما حكم محلي كامل او واسع او محدود الصلاحيات

⭕ او فيدرالية بين إقليمين في دولة اتحادية

⭕ او اقاليم اتحادية في دولة اتحادية .

واي خيار من هذه الخيارات ستنقلب صنعاء عليه بالغلبة السكانية وتمددها جنوبا بحيث يصبح الجنوب أقلية ضئيلة في العملية السياسية وبالتالي تعود حليمة لعادتها القديمة والعالم مش فاضي لنا .

  

 ✅ العالم والجوار في المبادرة الخليجية وفي تحديد قوى مؤتمر الحوار لم يفرض شيئا علينا ماعدا فلترة شخوص التمثيل، ولم يهمل قضيتنا بسبب ضغوط عفاش ومكائد احزابه ، كما يحلو لبعضنا ان يردد ، بل جاءت المبادرة والحوار وجهود مندوبي الأمين العام من بن عمر حتى غريفيث لتعالج " ما سمينا نحن أنفسنا به حتى الان " ، اننا يمنيون جنوبيون وتعاطوا معنا باننا قضية سياسية جزء من القضايا السياسية لليمننه!! وليست قضية وطنية محددة بهويتها وتميزها وتطلعها للاستقلال.  

وعشنا على وهم استعادة الدولة وفك الارتباط الذي ظل البعض يحشونا به ، ولم نكلف انفسنا حتى فهم اننا دخلنا في وحدة اندماحية لا توجد فيها مادة واحدة للرجعة ، حتى يكون لترديد الاستعادة او فك الارتباط نوع من المصداقية ، ونصوصها مكشوفه والعقد في القانون الدولي والمحلي شريعة المتعاقدين !! ، وظلت نخبنا الميمننة تقدم مقاربات بما يضمن تمثيلها في العملية السياسية لليمننة وليست مقاربات بما يضمن استقلال الجنوب ، ومن ثم شكل الحكم هو الذي يأتي بمن يحكم. 

فالامين العام للاشتراكي يعرف الاستعادة بعودة الشراكة يعني شراكة الاشتراكي باسم الجنوب!!، وقيادي في مؤتمر شعب الجنوب في مؤتمر الحوار عرفها بان الفدرالية هي استعادة الدولة!! ومكونات الحراك ظلت تردد الاستعادة وفك الارتباط وهي لا تدرك المعاني القانونية وانها تمسك باليمننة وتعمقها فينا ،ونفس الاضطراب يردده الانتقالي سنناقشه .

 

✅ فعدا اضطراب الهوية هناك خطورة في خلط معاني الآليات ومسميات الانظمة المتناقضة في معانيها في خطابنا، فيجب تحري الخطاب طبقاً لتعريفات القانون الدولي واصول معانيها الحقيقية.

 

✅ إن ما اعلنه الخبجي خطير جداً سواء من حيث معاني المصطلحات حيث ( جمع كونفدرالية ...مع دولة مركزية واحدة ...وكذلك من حيث سكوت قيادة المجلس عن توضيح كامل لتوجهاتها المطابقة لوثائق المجلس....ولا يكفي ان يقول احد ان هذا الطرح لا يمثل المجلس !!! ؛ بل ؛ لابد ان يبين بوضوح لا يقبل اللبس ماهو الذي يمثل المجلس. 

الخبجي ليس مجرد عضو ؛ بل ؛ عضو هيئة رئاسة ورئيس الدائرة السياسية ورئيس مجموعة الحوار والتفاوض وبالتالي لا راي شخصي له مطلقا.كيف وهو أعلن ذلك بإسم المجلس في وكالة هامة مثل سبوتنك لا يمكن ان تحرف كلامة.)

 

 

✅المعنى القانوني للكونفدرالية حسب القانون الدولي هو "اتفاقية تعاهدية بين دولتين أو اكثر ذات سيادة كاملة ...ولا تلغي هذه الاتفاقية سيادة اي منها....وتظل كل دولة بسيادتها الكاملة على أرضها وحدودها وشعبها...وتظل كل مؤسساتها وسلطاتها التشريعية والقضائية والتنفيذية قائمة وتعمل بكل مؤسساتها طبقا لدستورها....وتشمل الاتفاقية الكنفدرالية فقط القضايا التي يتم الاتفاق على توحيدها...طبقا للمصالح المشتركة!!!....واقول القضايا وليس السلطات الدستورية...قضايا مثل عملة او تاشيرات وحركة الناس او تنسيق حول الجمارك والضرائب... الخ من المصالح ويظل الحق السيادي لكل دولة على كامل اراضيها وسلطاتها ومؤسساتها...كما يظل حق كل دولة في الانسحاب من تلك الاتفاقية متى شاءت !! وفقا لإجراءات تمنع او تحد من ضرر الإنسحاب عليها او على باقي الدول."

 

✅. لاوجود في الكونفدرالية مطلقا لاي حكومة مركزية او دولة مركزية واحدة او اي دولة مشتركة ...فسيادة واستقلال كل دولة يظل قائماً وسلطاتها ومؤسساتها وقوانينها الدستورية تظل قائمة وعاملة.

 

✅ إذن فإن خلط تلك المتناقضات في مشروع واحد، أيا كان ، هو ليس فقط إرباك للقضية برمتها بل دفنها...بعد ظهور من يمثلونها بهذا التناقض أوالجهل المعيب -إن احسنا الظن-... فلن يامن الصديق قبل الخصم لهذا الجهل او الغموض في إدارة دولة في موقع بهذه الأهمية.

 

 ✅ الأخطر ايضا ان تحدث الدربكة التي تؤدي إلى الحيرة وفقدان الثقة ثم إلى اليأس عند الحاضن الشعبي للقضية....فلا يعلم الحاضن الشعبي اي قضية وهدف ووطن يريد الانتقالي....ولا نوع الصلة بيمن سيصبح من جديد جزءاً منه....ومناصفة في مركزية مؤقته..... كمناصفة عام 1990 ...تنتهي بانتهاء الفترة انتقالية ويصبح السكان هو المعيار.... ونصحو والجنوب قد تغيرت تركيبته السكانية... فاليمني من حقه ان يعيش ويستوطن وينتخب وينتخب في اي بقعة في اليمن...وبالتالي في الجنوب طالما الإصرار من قيادة الانتقالي على عودة يمننته

 

✅ لدينا مستمسكات سياسية وقانونية لإثبات حقنا غير وهم الاستعادة وفك الارتباط فهما مستمسكان عدميان بل يمنيان مهما كانت المغالطات وادخالهما لم يكن من أجل استعادة وطن بل من أجل استعادة سلطة سياسية للذين ادخلوه ، منها قرارات دولية تعترف بهويتنا ابان الاحتلال البريطاني ، ومنها ان تغيير هويتنا كان على مسؤولية طرف واحد من أطراف الحركة الوطنية الجنوبية كانت الأيديولوجيا متحكمة فيه ، سلمته بريطانيا الاستقلال وأقصى ونفى كل اطراف وتيارات الحركة الوطنية والحزبي في الجنوب ، ومنها سياسيا ان هذا الطرف وضع شعبنا في دول الستار الحديدي الشيوعي ، فسادت فيه دولة شمولية قمعية جففت التنوع الحزبي السياسي بالدم والتصفيات والنفي ثم انعكس صراع دم وتصفيات بين تياراتها - ولم تعتذر عنه حتى الآن- ولم تكتف بتجفيف وإقصاء المختلف الحزبي معها بل قامت تجربتها بالاختطافات والاخفاء القسري والاغتيالات ليس لسبب بل لمنع قيام أي معارضة حتى حقوقية كشان دول الستار الحديد ، ثم رمت بالجنوب في وحدة اندماحية لم تاخذ رأي شعبه بنص الدستور الذي شاركت في صياغته إلا بتمثيلية انتخابية بعد تسليم الجنوب شارك فيها اقل من ٣٠% ممن لهم حق الانتخاب في الشطرين وغيرها من المستمسكات التي لن يعدمها المفاوض الجنوبي لدعمه