د. ياسين سعيد نعمان يكتب:

خيارات صعبة.. في موضوع لم يكن في البال

بعد أن رفضها البرلمان البريطاني في تصويتين متتاليين هذا الشهر، تمسك رئيس البرلمان البريطاني speaker of the House السيد "جون بيركاو" بعدم السماح بإجراء تصويت ثالث في مجلس العموم لخطة رئيسة الوزراء الخاصة بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي المقرر يوم 29 مارس الجاري، وذلك بالاستناد إلى التقليد البرلماني الذي أرسيت قواعده منذ عام 1604 والقاضي بعدم جواز إجراء تصويت ثالث حول أي موضوع في نفس الدورة.

لقد أربك رئيس المجلس المشهد بشكل كامل وذلك حماية لتقاليد العمل في البرلمان، وهذا يعني أنه لم يعد هناك من خيار أمام رئيسة الوزراء سوى أن تشارك اليوم الخميس 21 مارس في اجتماع المجلس الأعلى للاتحاد الأوربي وتطلب تأجيل الانسحاب عن الموعد المحدد والذي قد لا يوافق عليه الأوروبيون بدون شروط.

ما الذي ستسفر عنه هذه الخطوة؟ 
في حالة أن خفض الأوروبيون من سقف شروطهم بشأن التأجيل فإن تأجيل الانسحاب لمدة سنة ربما يفتح أبواباً للحل منها احتمال أن يتجه البريطانيون نحو استفتاء آخر، أو انتخابات تشمل استفتاءً ثانياً.

أما إذا تمسك الأوروبيون بشروطهم العالية فإنهم سيحاصرون المسار البريطاني في الاتجاه الذي لن يكون أمام البريطانيين معه من خيار سوى الخروج من غير اتفاق no-deal Brexit وهو الخيار الذي يتمسك به أنصار البريكست المتشددون.

لم يكن البريطانيون يدركون أنهم يفتحون باباً لا يعرفون إلى أين سينفتح.. بتعبير البردوني.