محمد فؤاد الكيلاني يكتب لـ(اليوم الثامن):
تحالف محوري جديد
بعد أن خاضت سوريا حرباً ضد الإرهاب ، وخرجت منتصرة في هذه الحرب ، بدأ الكلام عن تحالف محوري جديد يضم إيران والعراق وسوريا ، ودائماً المُنتصر هو سيد الموقف ، والهدف من هذا التحالف القضاء على ما تبقى من دواعش وإرهابيين ومواجهة العدو الأزلي الإسرائيلي الهالك .
فعند زيارة ترامب للعراق بشكل سري وليلاً وبطائرة مطفأة الأنوار ومغادرتها بنفس الطريقة ، هذا يدل على انهزام أمريكا بعد حربها على العراق لسنوات طويلة، ودفعت ترليونات الدولارات للقضاء على العراق ، وباءت كل المحاولات بالفشل لإذلال العراق؛ وكما أعلنت وسائل الإعلام في حينها أنه لم يستقبله أي مسؤول عراقي خلال هذه الزيارة ، وهذا دليل على انهزام القوات الأمريكية في العراق.
وزيارة الرئيس السوري لإيران من اجل التعاون العسكري بينهما ، وفي نفس الأحداث زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق، هناك تحركات على مستوى عالٍ في دول المحور بين سوريا والعراق وإيران.
أمريكا لا دور لها في المنطقة بعد سحب قواتها من سوريا، وإجماع مجلس النواب العراقي على أن الجيش الأمريكي في العراق غير مرغوب فيه ، وعليه مغادرة العراق في اقرب وقت ممكن.
من خلال هذه المعطيات تم الاتفاق على إنشاء قوة عسكرية مشتركة متمثلة بهذه الدول المحورية لمحاربة الإرهاب، في منطقة إدلب تحديداً وفي شرقي الفرات للقضاء على آخر المجموعات الإرهابية ، وكما أُعلن أنها ستكون معركة فيصلية وحاسمة .
هكذا تحالف محوري يعتبر ذي أهمية في هذا الوقت، لكسر يد الأعداء والتحجيم منهم في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في سوريا والعراق، وعدم محاولة إسرائيل الإغارة على سوريا كما حصل في السابق، روسيا تدعم هذا التحالف وتؤيده وتقف إلى جانبه بكل الإمكانيات، وأرسلت وزير دفاعها للقاء الرئيس السوري والوقوف على آخر التطورات لمثل هذا التحالف وهي الداعمة له سياسياً وعسكرياً.
وبعد إعلان ترامب بان الجولان أراضي إسرائيلية غير محتلة، بقرار غير مدروس وفي الوقت الذي تحالفت سوريا وإيران والعراق، هذا يعتبر تحديداً جديداً وجدياً، لان هذا التحالف قائم بين ثلاث دول عانت من الحروب التي تسببت بها أمريكا وخرجت منها منتصرة ، ولا يمكن اختراقها بأي شكل من الأشكال ، علماً بان روسيا وعلى لسان وزير خارجيتها أعلنت أن الجولان ارضي سورية ، وهذه قرار روسي لا رجعة عنه ، في هذه الحالة تعزز روسيا من دعمها لهذا التحالف وتقف معه، وإعلان ترامب لاقى رفض عربي على مستولى الملوك والرؤساء والشعوب وأحرار العالم .
التحالفات في الدول المتقدمة هي من سماتها، فهناك الحلف الأطلسي مثلاً له دور مهم في فك الاشتباكات بين الدول، ومهام أخرى يقوم على تنفيذها .
فعندما تتّحد إيران وسوريا والعراق يكون هذا الاتحاد بالمهم في منطقة الشرق الأوسط ، ومن الممكن أن يتسع هذا الاتحاد ليضُم دولاً محورية من دول الطوق ، ففي هذه الحالة يكون في الوطن العربي اتحاد عسكري مهم، والداعم والمؤيد له روسيا، وإيران تقوم بدعم هذا الاتحاد بالأسلحة والصواريخ المتطورة، التي أثبتت جدارتها من خلال توزيعها أو بيعها لسوريا وحزب الله وحماس ، وفي هذه الحالة يزيد هذا الموقف من العزلة الأمريكية والدولية ووضعها جانباً، ويحجِّم من دورها في التحكم في المنطقة العربية ، وكان هناك تحالف دعا له عبد الناصر في سبعينيات القرن الماضي وكان موجهاً ضد إسرائيل، وكان له تأثيراً مهماً في تلك الفترة .