الوصول إلى الحق

الإسلام أم المسيحية؟ مَن؟ولماذا؟

لابد أننا نعلم أن لكل منا عقل، ونعلم أيضًا أن أهمية هذا العقل تكمن في التفكير وتحليل الأشياء وحل المشاكل، فلابد من إعمال العقل البشري وعدم إهماله.

هناك أسئلة كثيرة تخطر على الأذهان طيلة فترة الحياة، ويبدأ الإنسان فى إعمال عقله للبحث عن إجابات لها، لكن هناك سؤالًا لابد من أن يخطر ببال كل إنسان، ولو لمرة طيلة حياته، حتى وإن لم يحاول البحث عن جواب له، وهو: من؟ ولماذا؟ فمن أوجدني في الدنيا؟ ولماذا أوجدني؟ لكن في الحقيقة إن هذا السؤال لا يخطر إلا ببال القليل! والدليل على ذلك أن القليل فقط هو من فطن ووصل بعقله للطريق الصحيح في الدنيا!

ولعل السبب في أن هذا السؤال لا يخطر بالأذهان هو إهمال البشر لعقولهم وعدم حبهم للاستطلاع، وخضوعهم للحياة التقليدية، فأصبح البشري منذ ولادته إلى مماته يعيش حياة تقليدية، يفعل كما فعل آباؤه وأجداده، دون تفكير، فتصبح ديانته مثل آبائه، إن كان مسلمًا فمسلم، وإن كان مسيحيًا فمسيحي، يعيش طفولة تقليدية، ثم يتعلم ويدرس كما يدرس الجميع، ثم يبدأ في رحلة البحث عن المال، ثم يتزوج، ثم ينجب جيلًا تقليديًا مثله، ثم يموت في النهاية.

فهذا الإنسان تعلم وبحث عن المال وتزوج وأنجب واعتنق دين آبائه، ليس لأنه يريد ذلك، ولكن لأن الجميع يفعل ذلك! فيفعل كما فعلوا! دون أن يفكر في أي شيء! ودون أن يفكر في أهم سؤال، وهو من أوجده؟ ولماذا أوجده؟ فهو عاش كما عاش من قبله! عاش حياة الإنسان التقليدي! فأصبح كالآلة للتنفيذ فحسب!

لكن ما السبب في هذا التقليد الأعمى؟ الجواب أن الإنسان ذاته هو السبب، فهو من يختار مسار حياته بأكملها ويستطيع تشكيلها ورسمها كما يريد! وأبسط دليل على أن الإنسان هو من بيده تغير ورسم حياته واختيار كل تفاصيلها هو أن هناك أناس نفروا الحياة التقليدية ووصلوا بعقولهم وتفكيريهم للطريق السليم، ومن أشهر أمثلة ذلك هو عيسى بن مريم ومحمد بن عبدالله وغيرهم الكثير، فهؤلاء فكروا وبحثوا عن خالقهم وعن سبب وجودهم، وكل منهم وصل بعقله إلى طريقه في الدنيا.

وهنا يأتى السؤال المسيحية أم الإسلام؟ من الحق؟ كل منا سيكون جوابه بأن دين آبائه وأجداده هو الحق، وأن لا حق غيره! لكن يا عزيزى عليك ألا تجيب على هذا السؤال دون التفكير أولًا!

فلماذا تستسلم وتخضع لما وجدت عليه آباءك، وتهمل عقلك في التفكير في من خلقك، ولم خلقك، وما الدين الصحيح لتتبعه؟

لماذا لا يفكر كل إنسان بنفسه ليصل إلى الدين الصحيح؟

فكر فى جميع الأديان المطروحة، واقرأ عن جميع الأديان؛ حتى تصل إلى الطريق الصحيح المستقيم، فلا تتبع أحدًا وتقلد تقليدًا أعمى، فابحث بنفسك حتى تجد الجواب الصحيح، وانبذ الحياة التقليدية، فإلى متى ستقلد غيرك فقط! فأنت بشري تمتلك عقلًا لتفكر به.

ولعلى في هذا المقال لم أتطرق إلا للدين المسيحى والإسلام، فلك أن تبحث فيهما وفي غيرهما، حتى تصل للحق بعقلك.