أحمد علي القفيش يكتب لـ(اليوم الثامن):

الوصف الحقيقي للحرب في اليمن

العام الخامس منذ إندلاع الحرب في اليمن وكل المشاركين فيها يختلفون في دوافع خوضهم لها وتوصيفها وقد حاولنا أن نوضح ما يبوح به وما تبينه تصرفات أطرافها صراحة وبصورة مبسطة دون التدقيق والتفصيل في النوايا المبطنة والتي تغيب عنى وعن الكثير والتي قد تكون بعيدة عن الواقع والتوقعات بحيث ستكتشف بعض الأطراف بأنهم أدوات تم أستخدامهم وان النتائج عكسية وليس كما يتصورا بأنهم لاعبين أساسيين ولكن في وقت متأخر.

الحوثيين يقاتلون ضد أمريكا وإسرائيل وبني أمية ومرتزقتهم ويطالبون بدم الحسين ويصنفون الشعب إلى قسمين قناديل وزنابيل ويعتبرونها حرب مقدسة لأستعادة حقهم الألآهي في الحكم ويعتبرون أن الأسلام جاء ليجعل من الزنابيل أضحيات وعبيد ليوفروا الراحة والمتعة للقناديل لينحرفوا عن الهدف النبيل والإنساني الذي سار عليه نور هذه الأمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم وهوا التحرر من العبودية وقد بداء دعوته من العبيد وانصدمت بأشراف وسادة مكة واختصر بعثته في كلمتين وهي إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

والشرعية تقاتل من أجل عودتها وتنفيذ مخرجات الحوار والأستحواذ على كل الموارد السيادية والمحلية والمساعدات الخارجية وترتيب أوضاع أبنائهم وأقاربهم وشراء الذمم والموالاة والعبث في التوظيفات والترقيات والتعيينات بصورة عشوائية لا تخضع لمعايير الكفائة والخدمة والاستحقاق والمؤهل ولا تخضع لمعيار المحصصة المناطقية بل تخضع لرغبة أشخاص حيث أثقلوا كاهل الدولة بتضخم كبير في أعداد خيالية لمنتسبي الوظائف العليا والدبلوماسية والرتب العسكرية في الوقت الذي يعجزون عن توفير البديل لأي تغيير يطراء.

وحراس الجمهورية يقاتلون من أجل عودة الجمهورية والثأر للرئيس عفاش ويسعون لتطبيق تجربة مصر في اليمن والتجربة الليبية وجيش خفتر.

والسلفيين يقاتلون من أجل العقيدة والدين والقضاء على الشيعة الروافض وطاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه ويرون ان الحوثي هوا من بداء بقلهم والتنكيل بهم وتهجيرهم في دماج لأسباب دينية.

والجنوبيين يقاتلون من أجل إستعادة دولتهم التي كانت قبل 22 مايو 1990 ويختلفون حول الإسم والهوية هل هي يمن جنوبي أم جنوب عربي أم اتحادي وهاؤلاء قوم تغلبهم العاطفة عن العقل ويستميلهم العلم بالمثلث الأزرق والنجمة الحمراء ويكثرون الحديث عن الماضي ويصفونه بالزمن الجميل وهم يدفعون فاتورته للآن ويستمتعون بنقل الشائعات والأخبار الكاذبة والأبتعاد عن الحقائق التي لكي لا يصتدموا بواقع يعكر صفو خيالهم وأحلامهم ولذالك فهم يمشون خلف الشعارات أيا كان حاملها.

والتحالف يقاتل من أجل القضاء على المد الثوري الإيراني وقطع يد إيران في المنطقة وتأمين أمنهم الإقليمي والقضاء على تنظيم الإخوان المرتبط بقطر وتركيا وهناك حسابات وارتباطات دولية وإقتصادية وسياسية قد يكونوا فيها أدوات مع الدول العظمى مثل ما نحن أدوات رخيصة مع دول الأقليم.

وإيران تبحث عن أحلام إستعادة إمبراطورية فارس والإنتقام من العرب الذي داسوا تيجانها قبل ألف واربعمائة عام تحت بعبائة الملالي مثلما انتقموا من العراق وشعبها بكل طوائفهم ودياناتهم ومذاهبهم وقومياتهم حتى الشيعة منهم مالم يكونوا من أصول فارسية حتى من ساعدهم على التمدد في العراق.

والإصلاح يحاول الحفاظ على قوته والخروج بأقل الخسائر والتنازلات لأن المرحلة لا تخدمهم بأنتظار الفرصة المناسبة والأنتقال للتصفيات النهائية بعد خروج الفرق المهزومة ليعقدوا صفقاتهم مع المتأهل ويعيدوا العلاقة مع قطر وتركيا مع تغطية وبث مباشر من قناة الجزيرة ليحدثونا عن الفضيلة والرذيلة ويشرحوا لنا عن المؤامرات وعن حنكتهم ودهائهم في تجاوز الأحداث من باب درئ المفاسد مقدم على جلب المصالح.

هذا باختصار حال اليمن وقد يغظب منه الكثير لأن الحقيقة أصبحت نكرة والتعصب مقيت والحق غائب ولو وجد لا أظهره الله ونصره ولكن الحق يريد ثبات ورباطة جأش وصبر ولذالك أنفضت الناس عنه وذهبوا لمن تسبب في قطع مرتباتهم وفرص عيشهم الكريم ليبدلها بكراتين من المعونات ومرتبات حقيرة لا تسمن ولا تغني من جوع.

اليمن بحاجة إلى أن يستمع الجميع إلى بعضهم دون مكابرة ودون حزبية وأيدلوجية ودون تخوين او إقصاء او إنفراد ويبداء ذالك من إصلاحات داخلية في كل مكون وكل حزب وكل جماعة وكل قرية ومديرية ومحافظة ثم بمصالحة جنوبية جنوبية ومصالحة شمالية شمالية وينتهى بمصالحة لكل أبناء اليمن ترسم ملامح وشكل دولتهم بما يحقق المصلحة للجميع دون الشعور بالظلم او فرض الحلول او الأستقواء بالخارج.

هذه أفكار ورؤاء أطرحها وتحتاج إلى إضافات وتفصيلات وتشعبات وتصحيح بعض الأحكام والتوصيفات التي قد أكون قسوت فيها على أطراف الصراع ولم تكن من دوافع الحقد والكراهية لا والله بل من باب العتب واللوم والتحفيز للتخلي عن الأنانية والشعور بالمسؤلية ولكن كل ذالك لن يتم الإ اذا أتفقنا على توصيف الحرب وهي نقطة البداية التي ستؤكد مصداقية الجميع.

احمد علي محمد القفيش
21 /4 /2019