سياف الغرباني يكتب:
تجارة سوداء بأسلحة التحالف..!
كل شيء يمكن فهمه، باستثناء ما يبدو إمضاءً على ورق من رأس التحالف العربي، لـ"سدنة الشرعية" لجهة الاستمرار في تقويض المهمة العريضة لـ"عاصفة الحزم"، بل وتوظيفها عكسياً لحساب وكيل إيران في شمال اليمن.
ربما كان "غض الطرف"، مفهوماً في الأشهر الأولى التي تلت هدير مقاتلات التحالف بقيادة السعودية في سماء صنعاء، أما وقد تخطى اليمن بقدميه عتبات سنة خامسة حرب، وتجاوز عبث "قطط الشرعية" تعطيل جبهات القتال، إلى تسليح الحوثي من هدايا التحالف، فإنها تثير الريبة حقاً.
مصلحة اليمنيين المسحوقين بالمجاعة والأوبئة، وهم أغلبية، ليست في مصادقة رأس التحالف، بطريقة أو بأخرى، على تحويل معركة يترتب عليها مصير بلد برمته، إلى "بورصة" للاستثمار الرخيص، على حساب وجع آلاف الأطفال المعذبين.
ومصلحة التحالف نفسه لا تكمن في ترك "قطط الحرب" تبدّد ثقة اليمنيين بنزاهة أهدافه، وتحيل قرار التدخل العسكري ضد الحوثيين ومشروع رعاتهم الإقليميين، إلى مأزق سياسي واقتصادي وأمني كبير.
في المياه اليمنية؛ يجهد التحالف نفسه لمنع وصول أسلحة الحرس الثوري الإيراني إلى يد جماعة الحوثيين، عبر شبكة طرق تهريب ملتوية، بينما الإخوان يسلحون الحوثي من شحنات التحالف التي يفترض أن تستخدم لقتاله..!
هزيمة الحوثي نهائياً ليست مهمة صعبة، وربما تلك أكثر فكرة تداعب مخيلة اليمنيين، لكن هذا ما لا يريده الإخوان ولا يترددون لحظة في فعل أي شيء لمنعه، وهي رغبة واضحة في براويز الصورة التي يكرسها تواطؤ نزلاء الفنادق الممسكين برقبة جيش الشرعية، و"مبايعات" الأزقة الخلفية.
خسر الحوثي كل المعارك، التي قادتها أو اشتركت فيها الإمارات، من مطار عدن إلى ميناء المخا الاستراتيجي، وصولاً إلى مطار الحديدة على الضفة الشرقية للبحر الأحمر.
وهنا يكمن سر وجع "إخوان الشرعية" من أبو ظبي. تريدها الإمارات حرباً نظيفة لإعادة دولة اليمنيين ورغيفهم، وتريدها "القطط السمان" حروباً تجارية للإثراء والسرقة.