مصطفى منيغ تكتب:
ابتَعَدَ عن المشرق.. كي لا يحترق 3
الغدر شيمة الهاربين (لضعفهم الفكري) من المواجهة المباشرة الند للند، كالصدر المملوء لدى صاحبه بالغل والحقد ، كالكفر الجاثم على قلب يضخ أسود دم يسري في شرايين مُشَوَّهِ الجسد ، كالقِدْرِ المطبوخ داخلها المُحَرّم بقانون التشريع المحمود، كالساهر مع مجون مفضوح العورة محاكيا في تصرفاته طبيعة القرود ، كالشجرة استعمرها السوس فحولها لجوفاء العود ، كالخيمة بهبوب الصرصار نُزِعَت منها اقوي وتد ، به تصرفت جهات أو بالأحرى أنظمة عربية لضرب المغرب من الخلف بأسلوب صبياني يُظهر التقدير ويُضمر التدمير لا يسايره إلا ضعيف البصيرة المُجنّد وزمرته في "البَصْرَة" أو المبعوث للعبث وبث الفتنة في موطنه "ليبيا" المقهورة، أو الساكن بالقوة في "القاهرة" ، أو الدافع أجور المرتزقة بالعملة الصعبة الملفوفة في أكياس تغادر صناديق سوداء حاملة علامات دويلة "الأمارات" لانجاز أحقر التدخلات في أماكن بعناية شيطانية مختارة، أو "المشرقيّ" المغادر لآخر مرة "طنجة" محملا "الطنجرة" الواضع داخلها بشاعة شهواته في السيطرة ، لتغلي فوق حطب امرأة أبي لهب .. في حضرة أتباع وصايا مسيلمة الكذاب .. الجالسين لسبب من الأسباب.. فوق رمال محرقة تحت سماء عليهم غاضبة مُكفَهِرَّة .
للسياسة المُتَخَبِّطً صاحبها في قَطْعِ (بمثل العجالة) مسارها المرسوم وفق إستراتيجية بُنِيَت عليها تدابير التدبير العام المُخَطَّط له من لدن خبراء موثوق في كفاءاتهم العلمية المتصلة مباشرة بالميدان، سياسة تصبح بين عشية وضحاها غير سليمة مما يجعل ذاك المتخبط يُدرك (بعد فوات الأوان) مخاطِرَ مثل القَطْع المُعرِّضِ الاستقرار على اتجاه قار لتصريف فوضى استحواذ الطاقات الحية بقدر ما يصيبها من أضرار معنوية فكرية تؤثر سلبا على الثقة السابق وضعها في أي قمة اختارت مصلحتها دون اعتبار للأغلبية الساحقة المنتظرة (إن حصل ما تسرب في حقها من أخبار) لحظة الانفجار.
... المشرق العربي بدوله "مملكة آل سعود" و"دويلة الإمارات" و "البحرين" و"مصر" بما انحاز إليه يحترق ، وكل من التحق به سيصاب بخيبة أمل حينما يُصدم بصرخة الشعوب العربية الموحدة على شعار يتعالي صداه من المحيط إلى الخليج : كفى من استهتار القادة ، بما للشعوب على أراضيها من سيادة ، ساعتها سيرى هؤلاء القادة المعنيين أن إسرائيل بذاتها ستسلمهم إلى "عزرائيل ".
... اعتقد العقلاء أن ثورة الشعب الجزائري المجاهد البطل ستعيد بعض حكام العرب إلى حجمهم الحقيقي كخدام لشعوبهم ، لكن للأسف الشديد ما رأوه في حاكم "مصر" يتخطى السكوت عليه إلى تذكيره أن شعبي "السودان" و"ليبيا" على خطط مخابراته ومَن يفسح المجال لعملائه سينتصران نصرا يليق بسمعة الشعب المصري العظيم الذي لن يستطيع (ذاك الحاكم المستبد) بمن يخضع مؤقتا لأوامره إذلاله أبدا، لقد سبقه لنفس المنصب مستعملا ذات السوط لتمزيق جلود المصريين الشرفاء الفضلاء والمصريات الحرائر الفاضلات فانتهى حيث سينتهي إلى حفرة بالقرب من مَطْرَح ، محفوفة بالعوسج تستريح فوقه غربان مُكَسَّرة الجناح ، ميال مقامها للاعوجاج تُعَرِّفُ على موقعها لافتة كُتِبَ فيها :
هنا استقرَّ، مَن في بيع جزء من أرض مصر فكَّر . (يتبع)