مصطفى منيغ يكتب لـ(اليوم الثامن):

العراق لباب انتفاضة يطرق

لم يعد الشرق الأوسط العربي منساقا لما ألف من ادعاء الطاعة العمياء للولايات المتحدة الأمريكية كلما وُضِعت جل دوله على محك الاختيار ، وهذه المرة بجدية لا تقبل من يتأخَّر ، أو إعادة في الموضوع ذات الاستهتار ، فزمن التخفِّي وراء العجز والوهن وقلة الحيلة وتَصَنُّع عِلَلِ الاستنفار ،  لم يعد منفذاً سليم العواقبِ ولا مُنقِذاً مِن أي انهيار ، إذ الحيِّز بأُكمله مُقبل على مراحل قد تهدُّ غالبية الديار ، على مشيديها بالظلم والاستبداد ونشر عوامل الضغط باستعمال القبول بالموجود أو التعرض لدنيئة الاحتقار ، مادامت الشعوب هناك جرَّبت الصبر ، والنضال بين كر وفر ، وترك واجب التصدي للمنكر لظرف آخر ، ولم ينفعها غير الذي لن تجدَ معه أي مَفَر ، إما تصفية التدبير مِن الطغيان المُدَبَّر أو الانفجار .

... ماذا ينقص العراق وهي دولة علَّمت دولاً معنى الرقيِّ والازدهار، في بدءٍ طَغَى الجهل فيه داخل أمصار ، لتتبارَى باقتتالِ لاجتِرار تعويضِ مُقبِلِ أيامها في خمول لازدراد غنائم تُشبع البطون بمجون كل ليلة وتهمل ما يوضِّحه من تكدس شرورٍ أي نهار ؟؟؟ . ماذا ينقص العراق والموروث فيها مِن الأمجاد ما يملأ الدنيا بالاعتزاز والفخار ؟؟؟ ، ما دهاها لتُترَكَ ككرةٍ تتقاذفها أرجل دخلاء لتصريف بين أجزاء لها صنوفاً من البلاء وصبغ نصف فضائها بلون القار؟؟؟ . وتركها عرضة للأوساخ كأنَّ مياه دجلة والفرات جفَّت بلا هوادة تاركة ما يُروَى عنها من شؤم أخبار ؟؟؟ ، وحقائق طوتها ما أُلحِق ببند معلومات تُحسب على صلب أسرار ، من طرف عملاء أجورهم مدفوعة بسخاء لمساهمتهم في طعن بغداد عشرات المرات من كربلاء والموصل والبصرة وقافلة الأسماء كل وقت تضم الأكثر ؟؟؟ . الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد مسؤولة في عهد الرئيس ترامب على العراقيين ولا وقت لها لتخطيط مستقبلهم ليكونوا  أو لا من الأمم الأخيار، مهمتها انتهت بإسقاط مَن حاربت بشراسة من أجل إسقاطه وما شعرت بالحرج لأنها من تعداد أكبر الكبار ، الذين استباحوا حرمة وكرامة وشرف دول جعلت بتصرفاتها حكماً وسياسةً من أصغرِ الصِّغار، فعلى العراقيين الخروج مما وقفوا عند نقطة طفحت بثرثرة عقيمة حول سطح يتجاهل عن فعلِ فاعلٍ الجَوِهَر ، وإعلان العزم بعد ترك نفس الحوار غير المُجدي المُكرَّر ، بين بعض رموز لم تعد بما بالغت فيه من تجاوزٍ أن تكون في عرس النهوض المبارك زوجاً لمن ليست له تجوز لنظافتها من انحياز وانفرادها بمصلحة العراق الحر ومواطنيه الأحرار . على العراقيين وقد عُرِفوا بالنجباء أن الحال لم يعد يسعف مَن أصيبوا بشعاع يوهم البقاء على ما هم عليه من خيبة تتعاظم حتى تؤدي لذاك الانحدار ، المستغَل من صيادي مثل الوضعيات العائدة عليهم بالتدخل البطيء أو السريع المتقمصين دور المنقذين وهم لب الخراب متى انكِشِفَ أمره تحوَّل لسراب ومعه مصير بلد قد تبخَّر ، هناك الملايين من العراقيين المهاجرين عبر القارات للابتعاد عن فوضى ملشيات مسلحة ما همها الوطن ولا احترمت ماضيه ولا تطلَّعت لحقه حيث المفروض أن يكون في المقدمة عن جدارة واستحقاق يعمه الاحترام والتقدير والإكبار ، فقط المساهمة في إفساد الفساد وبدون زرع يطالبون نصيبهم من الحصاد وبيع ضميرهم بقليل مال والمتهالك من عتاد  والتباهي بترديد شعارات ما حرَّرت ولا طهرت ولا شيدت فقط  منساقين بها خلف من حسبوا مصدرها زئير أسد وهو في الواقع نعيق حمار . فإلى متى يظل هؤلاء أصحاب ضغط على من يدعي أنه من طرف الشعب مُختار ، وهو يخفي الضحك على نفسه إذ الشعب أبعِد عن صلاحية الانتقاء بتسرب المندسين خلف ستار ، شفاف من جهتهم لقنص أي معارض وشديد السواد من الجهة المطلة على العامة لتمشي وراء أي تجربة والسلام مادام الكل في الكل من المتقدمين  أرقاماً مهما تباينت أسماؤهم مجرد أعمدة معادلة واحدة لفرض إبقاء الحال على ما هو عليه بحكم الأجنبي ذي الدرع الطويل  على المحلي الأصيل ريثما يصل جيل العراق للعراقيين والباقي مجرد سوَّاح خارج بلده ساح  لا غير .

   مصطفى منيغ