مصطفى منيغ يكتب لـ(اليوم الثامن):

اليمن بمن حضر فذاك الوطن (3)

هناك وهناك وهناك لكن هي اليمن واحدة كوطن بمن حضروا كيمنيين متقدمين الساحة أكانت سياسية مدنية أو عسكرية ، على الأقل بالنسبة للخارج أما داخل الداخل حيال قضاياهم كالفصيلة البشرية العظيمة الأخلاق والخلق على ذات النُّطق والعقلية وحب الحرية وصيانة الشرف والحفاظ على الكرامة فيما بينها متساوية ، لا يهم من تحمَّل عناء المواجهة الشرسة اليوم فقد تحمَّلها من قبل فريق آخر كما سيتحملها غدا وارث نفس الرضاعة من ثدي أم لا تُقارَن أبداً كأصل تربية ، تُقدِّم الوفاء على الغدر وتأخذ الإخلاص مقصلة لزج رأس الخيانة وتقيم الحد على مَن زاغ ولا مجال لوساطة العاطفة فالحق عندها حق ولو قسي في حكمه  العادل على أحبة ، فغذى أقلهم هزبرا تسبقه هيبة الرجال القادرين على تحرير المكبول ظُلماً ومواجهة أعثى إغراءات حضارة المسخ المصدرة من الأعداء وما أكثرهم  على أساس توطين الانحلال ليتغلب في هذا البلد الحرام على الحلال .

حينما تصيب جماعة إسرائيل في قلبها بضربات موجعة كما فعلت يوم السادس من هذا الشهر وبالمرة تتصدى لحاملات طائرات أمريكية بصواريخ ومسيرات لإفشال هجوم كان مقرراً وقوعه لإلحاق الضرر بأرض و شعب الوطن ، فقد فعلت تلك الجماعة ما فعلته باسم اليمن وشعب اليمن المتحمِّس للوقوف صفا واحدا مع الشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين المحتلة أصبحت ليس من طرف الإسرائيليين وحسب بل أيضا من السلطة الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس المنحني في منظر لا يشرف حتى ألمنعدمي الشرف للصهاينة ، مقابل تركه ومن معه ينعمون بما تمن به عليهم السعودية ، ودويلة الإمارات من أموال وبالعملة الصعبة الملطخة بالتواطؤ لتصفية القضية الفلسطينية ، وفي الأخير سيكون مصيرهم أسوأ من السيئ وعلى أيدي الصهاينة ذاتهم حينما يتيقنوا أن دورهم في خيانة أبناء جلدتهم وصل لصلاحيته الإقتراضية وعليهم الذوبان بنار ما اقترفت أيديهم في حق فلسطين الأرض والوطن وآلاف شهداء غزة الذين خططوا بدمائهم الزكية ملحمة الملاحم طوفان الأقصى الحائزة على إعجاب العالم بجهاته الأربع .

 قد تكون تلك الجماعة تتلقى الأسلحة من إيران ثمن استغلال ما تقوم به لصالح موقفها اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية ، لكن هذه الدولة الفارسية لا تدري بل غير مطلعة في العمق عن أسلوب اليمن في تعاملها المبني على ترك مسافة للتراجع حالما يقتضيه ظرف حاصل لا محالة ، لذا الجماعة تحصل على السلاح من جهات أخرى وبسخاء أكبر من المعتاد ، إيران تعاني من ضعف جهاز مخابراتها البعيد كل البعد عما يجري داخل اليمن ومن مدة ، قد تكون الاتفاقية التي أبرمتها مع السعودية وفي ملحقها السري تُعطى إيران الدليل أنها لن تعرف اليمن إن لزم الأمر حماية مصالحها العليا ، قد تكون تلك الاتفاقية مع بداية تنفيذ مضامينها على أرض الواقع فرصة تلقي إيران صفعة حقيقة مرة أساسها أن اليمن تهيأ لمثل المناورات مُتَّسِماً بالذكاء حفاظاً على نفسه وتكسيراً مُسبقاً لكل حواجز العزلة المضروبة كانت حسب خطة الاتفاق في جانبه السري لتجميد اليمن كليا فيرضخ للأمر الواقع ، وتلك مفاجأة ستكلف إيران الهروب إلى الخلف مع إعادة النظر في جهازها المخابراتي المُخترَق من كل ناحية وصوب . (يتبع)