علي محمد السليماني يكتب:

آخر هروب للشرعية باتجاه ألمانيا.. "الوقوع في شر الأعمال"

عندما تكدست الأحزاب الكرتونية والمكونات المفرخة والفاسدون في صف ثورة التغيير بعد رفضهم لحلول ومقترحات قدمها الرئيس "علي عبدالله صالح" كانت تشكل عناوين منها تعديل الدستور لبناء دولة اتحادية برلمانية وتعديل قانون الانتخابات واعتماد نظام القائمة النسبية ولكن أصرت تلك القوى التعبوية الفاسدة على التمسك بمصالحها وغنائمها التي كانت تعتقد انها ستحافظ عليها بمجرد خلع الرئيس "صالح" الذي غاصوا في ملفاته ووجدوا له "لقب عفاش" مصرين على تغيير "صالح" دون أن تمتلك تلك القوى المتنافرة رؤية واضحة لمعالجة المشاكل المجتمعية والقضايا الوطنية والسياسية في اليمن وفي المقدمة منها القضية الوطنية الجنوبية .

لكن في رسالة غير موفقة اطلقته في مطلع يونيو/2011ما عبر صاروخ مسجد "النهدين" تلك الرسالة التي أكدت للمجتمع الاقليمي والدولي عقم "البديل" ودمويته وعدم صلاحية دوره لتلبية  متطلبات حلول "المشاكل والقضايا في المنطقة، بل وحتى المحلية تحت قدميه"..

 

واشك كثيرا أن الرئيس المكلف عبدربه منصور هادي هو من كتب الرسالة "الشكوى" ضد المبعوث الدولي الى اليمن ، البريطاني "مارتن جريفيث" مطالبا بتغييره ومهددا بالانسحاب من العملية السياسية أن لم يستجب الامين العام للامم المتحدة لشروط الشرعية.. ولكنها - أي الرسالة -فكة من مكة..  وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم : إن الله لايصلح عمل المفسدين..

فقد وقعت هذه الشرعية في شر أعمالها الماكرة حيث تشير التقارير ان الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي سيحيلون "الملف" الى المانيا بناء على توصية سابقة لخبراء روس متخصصين في  اوضاع جنوب الجزيرة العربية ، والمانيا بيدها عدة ملفات مختلفة  في اليمن ،منها ملفات تخص الحدود؛ لكليات وجامعات  ومعسكرات سابقا ، وتشير أخبار متداولة ان الشرعية وقعت في" فخ" ستدفع ثمنه قريبا ولن تجديها بعده أية تهديدات أخرى، وبات من المرجح أن الالماني "مارتن كوبلر" مرشح الامم المتحدة ليحل بديلاً عن مارتن جريفيث مبعوثاً للأمين العام للامم المتحدة الى اليمن وستجد ربما حكومة الشرعية نفسها أمام خيارات مريرة  منها الانسحاب من عضوية الامم المتحدة وأيضا من عضوية الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي او القبول بما هو اكبر مما أدى بها إلى المطالبة بتغيير "مارتن جريفيث".. واعلانها عدم التعاون معه كممثل للأمم المتحدة ، ردا على إحاطته وتضمينها ضرورة إشراك الجنوب في المفاوضات القادمة.. وليس لأي سبب آخر يتعلق بالحوثيين الذين اعترفوا بهم وعقدوا معهم عدة جولات في جنيف1 وفي الكويت وفي جنيف2 وفي استوكهلم.

 

الباحث/علي محمد السليماني