نبيل الصوفي يكتب:
الضالع الجنوب والشمال.. إعادة كتابة ملامح الحرب
نجحت الضالع فيما هو أكبر من سحق الحوثي وبعثرة أحلام الإخوان..
نجحت أولاً جنوباً، فوحَّدت الناس.. أوقفت تداعيات إذكاء الصراعات لإفساح الطريق للحوثي.
ثمَّ انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، ونجحت في استقطاب الرُّوح المقاومة للحوثي، في كل مكان، حتى داخل أروقة مناطق الصراع التي ظل يستخدمها إخوان هادي وعلي محسن ضد الجنوب، تارة باسم الوحدة، وأخرى باسم الدين.
من تعز، من مأرب، من داخل الرياض.. من إب التي لطالما كانت هي وتعز الصوت والسوط الذي يوجع الجنوب في معارك تخص الإخوان وحدهم، لكنهم يستخدمونها هي.
من كل هذه المناطق، حجَّت أرواحهم للضالع، حتى مَنْ معهم مخاوفهم المشروعة جنوباً وشمالاً..
جنوباً، من يقول: اشهد يا الله نحن والشمال، لا تروحوا له، أو شمالاً من تنهار أكاذيب وحدويته وهو يراقب تقدُّم الضالع شمالاً، وناقص يقول احتلال جنوبي، فوحدويته هي فقط الشمال يتحرَّك جنوباً..
رغم ضخامة هذه المخاوف، وبعضها مشروع، استقطبت الضالع أرواح المشروع الأول، التقدُّم في قلب الصلف الحوثي وبعثرته.
وما يليه بعدها من روح وطنية للحرب، حرب الرجولة بلا أكاذيب الخطابات الدينية وتهريجها..
هكذا كُلنا رأينا في شهداء الضالع إنساناً يقاتل بدون ادعاءات التمثيل الديني وكهنوت الشعارات.
وهذه وحدها قد افتقدناها منذ زمن سيادة الفتوى.. فتوى إسقاط الرُّوح واتِّباع المرشد.
أعادت الضالع موضَعة مكانها في المقدِّمة، تشفي صدور قوم مؤمنين بها أو يؤمنون..
وهذا أخطر ما يوجع شرعية الخَوَاء ولوبيات الاستثمار بالدَّم وسحق الرُّوح المقاوِمة.
هي الضالع..