رئيس التحرير يكتب:
الإمارات والإخوان.. حليف الجنوب وعدوه
"إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا"؛ أبو الطيب المتنبي.
هذا هو حال البعض الذين، نذروا أنفسهم للشتم والجلد والطعن في كل شيء، معتقدين أن الناس في الجنوب لا تعي وتدرك أن هؤلاء ينفذون أجندة أخرى، بمبرر "أن هؤلاء أقصونا أو لم يصرفوا لنا".
ولكن طالما وهناك من جند نفسه لمحاولة النيل من دور الإمارات العربية المتحدة، الدولة الشقيقة والحليف الأوحد للجنوب، فإن من حقنا نقول رأينا ونفند مزاعم بعض "اللئام"، الذين لم يعد يهمهم أي شيء إلا أن تكون عدن قرية ريفية يحكمها وحيد رشيد أو أي أحد من أتباعه، وتصبح مرتعاً للفساد والنهب، كما كانت عليه خلال ربع قرن مضى.
دعونا من الإجابة على التساؤل ماذا فعلت "حكومة المارشال" لعدن منذ أربعة أعوام، ناهيك عن السؤال الأبرز.. ماذا فعل هادي للجنوب منذ أن كان نائباً لصالح ورئيساً لاحقاً؟ لأن الكثير لديه إجابة كافية عن ذلك.
يقول البعض إن الإمارات توعدنا منذ ثلاثة أعوام ببناء محطة كهربائية في عدن، مع أنهم يدركون من هو المعرقل لبناء المحطة خلال الثلاثة سنوات الماضية، وما علاقة السفير محمد آل الجابر بأمر العرقلة، وكيف كانت قد أصبحت المنحة السعودية للكهرباء في عدن أحد أهم مصادر الهبر "من قبل السفير المشرف أو من قبل المسؤولين في حكومة صديقه معين عبدالملك".
كلما شرعت الإمارات في وضع مداميك مشروع في عدن، اشتغلت "الطبول"، تارة بأن الإمارات تنتهك السيادة وتحتل البلاد.
طيب نسأل هؤلاء لماذا عرقلت حكومة ابن دغر بناء المحطة، ولماذا فضلت أن يتم استئجار محطة كهربائية مشتراة تابعة للوزير الإخواني محمد السعدي المرتبط بعلاقة وثيقة بتركيا؟
عملت أبوظبي على تأهيل مطار عدن الدولي الذي دُمر بشكل نهائي، وشرعت في تأهيل المدارس والمشافي وأقسام الشرطة، ورفدت القوات بالمعدات والمستلزمات العسكرية، ومع كل كارثة تحل بعدن، تكون الإمارات سباقة في الاستجابة.
حين انتهت الإمارات من تأهيل المطار، قامت الحكومة بتسليم وزارة النقل لشخص سفيه كمكافأة له على شتم أبوظبي على قناة قطرية.
يعني قبل أن تسألوا لماذا تأخرت الإمارات في بناء محطة الكهرباء، تسألوا "محمد آل الجابر"، كم هي المنحة السعودية للكهرباء وكم هي الأموال التي تصرف على تشغيل الكهرباء، وكم هي الأموال التي تنهب على ظهر الدعم السعودي للكهرباء؟
الأمر الآخر، هل تتذكرون السفينة التركية التي جلبت مواد إغاثية منتهية الصلاحية، والتي قال العميقون جداً إن السبب في انتهاء المواد الغذائية يعود إلى سبب المنع للسفينة التركية من الدخول إلى ميناء عدن والتي قدروها بـ30 يوماً من المنع؟ مع أن المواد الغذائية منتهية الصلاحية منذ نحو عام ونصف والبعض منذ أكثر من عامين.
هل تتذكرون الاحتفال بالكباش التركية التي لا أحد من أهالي عدن يعرف أين ذهبت؟
هل تتذكرون، قبل يومين، الاحتفال بالجسر الجوي السعودي لآل الجابر "والذي تبين أنه ليس جسراً، بل بضعة كراتين من التمر".
المشكلة أن هؤلاء يبحثون عن أطراف إقليمية تحمل مشاريع عدائية للجنوب وقضيته، ولها تحالفاتها المحلية اليمنية، ويهاجمون من يقف إلى جانب الجنوب.
يدرك كثيرون أن السعودية لن تكون مع الجنوب ولن تدعم قضيته، بل إنها تسعى لمنح طرف سياسي حق السيطرة على الجنوب، وما أهداف الائتلاف المدعوم سعودياً إلا أبسط دليل على أن هذه المشاريع السياسية التي ترفع شعار الإلغاء للآخر ما هي إلا أدوات قبيحة لمشاريع أشد قبحاً.
الجنوبيون أحرار، ومن حقهم أن تكون لهم تحالفات سياسية مثلهم مثل غيرهم، فالعالم قائم في الأساس على تحالفات.
ولكن بقي الإشارة إلى أن رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، وجه مطبخه الإعلامي بتوقيف الهجوم على الإمارات، إلا أن البعض استجاب لطلب من آل الجابر الذي لا أجد تفسيراً للأسباب التي تدفعه لتبني خطاب معادٍ لجزء من التحالف العربي؟ فهو المسؤول عن هذا العبث، بدلاً من أن يدعم الحرب ضد الحوثيين، ذهب وعبر أدواته المعروفة إلى النيل من الضالع ورجالها وتصوير الحرب التي تدور هناك بأنها حرب بين أبناء الضالع أنفسهم ولا علاقة للحوثيين بشيء، بل إن البعض لم يخجل في القول إن "من أهداف الدولة الاتحادية، دق الضالع ويافع".
وللجنوبيين، قبل التفكير في معاداة هذا الطرف أو ذاك، ابحثوا عن البديل، وما الذي سيستفيد منه الجنوب.
ويكفي.