محمد عباس ناجي يكتب:
السعودية وبيع الجنوب في سوق النخاسين
الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن اصبحت لا تمتلك فيها اي اوراق تلعب بها.. فما يسمى بالشرعية التي تدعمها اثبتت فشلها الذريع وانتصارها على الحوثيين من سابع المستحيلات.. وقضية ميناء الحديدة التي كانت تلعب بها اصبحت محسومة وتحت اشراف مراقبين دوليين سلمتها الشرعية عن طيب خاطر.. وحبهات القتال التابعة للشرعية توفت منذ ثلاث سنوات.
كما ان قوة الرعب التي كانت تمتلكها السعودية عن طريق تفوقها الجوي بقصف طيرانها تمكنت مليشيات الحوثيين من ايجاد توازن فيها عن طريق القصف الصاروخي والطائرات المسيرة والتي يبدو انها تمكنت مؤخرا من امتلاك اجهزة توجيه دقيقة لهذه الاسلحة مما جعل الاهداف السعودية الحيوية الهامة تحت رحمة مليشيات الحوثيين وخلق رعب كبير في السعودية.. واثبتت هشاشة الجيش السعودي واسلحته الحديثة الوهمية التي تنفق على شرائها ترليونات الدولارات.
والان تحاول السعودية ارجاع اسباب فشلها في الحرب الى المبعوث الاممي مارتن جريفيت بانه مساند للحوثيين. بل وصل الامر بأحد السياسيين السعوديين وهو يتحدث على قناة الحدث السعودية ان يتهم المبعوث الاممي بانه يسعى الى اعادة تقسيم اليمن وهذا لن ترضى به السعودية.. اي ان السعودية ضد ارادة شعب الجنوب في اسعادة هويته الوطنية ودولته المستقلة.
وتبقى الورقة الوحيدة التي ستلعب السعودية بها في الفترة القادمة هي الجنوب وقضيته العادلة من خلال جعلها ورقة مراهنة مع ايران والحوثيين في التوصل الى حل يضمن امنها واستمرار حكم الاسرة الحاكمة.
وهنا اقول لاخواني الجنوبيين الذين يراهنون على السعودية انها ستبيعكم ذات يوم قريب الى الحوثيين بشكل خاص والى الشماليين بشكل عام لانهم بالنسبة لها الاهم في امنها كما يبيع الراعي نعاجه الى الجزار.. وما يدلل على ذلك ان هناك عدة اوراق في الجنوب تحتفظ بها السعودية واعدتها لاخضاع الجنوب لرغباتها ومصالحها في المستقبل وفي المقدمة احتفاظ مايسمى بالشرعية بمقدرات الجنوب النفطية والمالية ومداخله الجوية والبحرية والبرية وافتقاره لابسط مقومات القوة التي تمكنه من تحقيق طموحاته وحصرت دولة المجلس الانتقالي الجنوبي على بغدة جبل حديد في عدن.. اضافة الى ايجاد تيارات دينية جنوبية متطرفة موالية لها اكثر من ولائها للجنوب و ستحولها ذات يوم الى عصا لاخضاع شعب الجنوب وبيعه في سوق النخاسة..
السعودية على مر تاريخها لا تدعم الوطنيين الشرفاء واصحاب القضايا العادلة وانما تدعم المرتزقة وكل من يعتمد عليها لن يجني إلا الخيبة والهزيمة والامثلة كثيرة جدا ولا اتمنى لشعبنا العربي الجنوبي العظيم هذه النهاية المأساوية وان كنت اراها تلوح في الافق كما يلوح لنا كل ليلة في الافق كوكب الزهرة.. والله من وراء القصد.