د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

نداء إلى أبناء الجنوب هبوا للدفاع عن وطنكم

لقد كنت مثل أغلبية الجنوبيين من المخدوعين والمضللين والمفتونين بالتيار القومي والعروبي الناصري مع ما رافقه من انقلابات عسكرية في العراق وسوريا واليمن ..والوحدة المصرية السورية في نهاية الخمسينيات وقد اتسمت تلك الفترة حتى أواسط الستينيات بالهيجان والرعونة والغوغائية مع ما رافقها من صعود لتيار حركة القوميين العرب و تراجع العقلاء العرب وتيار المحافظين وخفتت أصواتهم مما سهل وصمهم بالعمالة والرجعية من قبل إذاعة
صوت العرب وغيرها من وسائل الإعلام الناصرية في تلك الفترة !!
وفي تلك الأجواء وبعد ثورة اليمن بعام كامل تأسست الجبهة القومية في تعز عام 1963م وأشرف على تأسيسها المخابرات المصرية وجلبت لها المنظرين اليساريين من لبنان مثل : نايف حواتمه وجورج حبش وجوقة من الكتاب القومجيين في مجلة الحوادث اللبنانية ومن أبرزهم سليم اللوزي وهاني الهندي ومحسن ابراهيم وشفيق الحوت ...كما كانت تؤازرهم إعلاميا مجلة الطليعة الكويتية ومن كتابها رئيس تحريرها د. أحمد الخطيب وعبد الرزاق الخالد ومحمد خالد ..هذا في الصحافة أما التنظيم فقد جندت الجبهة القومية في صفوفها مجموعة من الموتورين والحاقدين والمنبوذين وأرباب السوابق من اليمن والجنوب!!
ولها تاريخ دموي وسجل أسود في التصفيات الجسدية ضد خيرة رجال الجنوب ..وسهل لها الانجليز لاحقا تصفية خصومها داخل عدن حتى أنها كانت تهرب السلاح وتنفذ عملياتها الإجرامية جهارا نهارا وتحت سمع وبصر قوات الاحتلال البريطانية تحت مسمى العمل الفدائي !! ولكن ضد من ؟؟؟!
ضد كل وطني حر شريف يسعى لخير الجنوب والقائمة طويلة ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة وأن يحشرهم مع الشهداء .
علما أن كل أبناء الجنوب يعرفون عمالتها المزدوجة لباب الوالي وباب اليمن ولم نخرج من ذلك الجحر المظلم التي أدخلتنا فيه حتى اليوم !!
ومن تلك الجرائم على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
- طمست مسمى هوية دولة (اتحاد الجنوب العربي ) وأطلقت عليها مسمى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية !!
- ثم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
- أقصت الحكام الشرعيين والتاريخيين للبلاد في سائر أنحاء الجنوب بما في ذلك الأحزاب الوطنية مثل : رابطة الجنوب العربي وحزب الشعب الاشتراكي والحزب الدستوري العدني وجبهة التحرير.
- وكما قال داهية العرب وحكيمها عمرو بن العاص :
((إن سقوط ألف من علية القوم ،لأقل ضررا ،من ارتفاع واحد من السفلة ))
وقد رأينا سفلة يرتفعون وكان تأثيرهم كارثيا ومدمرا ووحشيا ،وكلنا يعرف تاريخهم الدموي مع شعب الجنوب بل ومع بعضهم بعضا !!
ولازال شعب الجنوب يدفع أثمانا غالية لتجربتهم الشيطانية حتى اليوم.
ويقول الكاتب الكويتي الأستاذ أحمد الجار الله في مقاله الأخير المنشور في صحيفة السياسة الكويتية عن الوحدة اليمنية ما يلي :

((لهذا حين يعلن رموز الجنوب اليوم مطالبتهم بفك الارتباط مع الشمال، إنما يسعون إلى حفظ بلدهم من الكوارث التي تسببت بها الجماعات الشمالية، وهنا نسأل: ماذا يمنع من تحقيق هذا المطلب، أقله تكون هناك دولة جنوبية مسالمة هادئة منسجمة مع محيطها العربي، وقادرة على ممارسة دورها الإقليمي، بعيداً عن الحروب التي تسعى إليها أطراف شمالية مأجورة للخارج؟
بعد نحو خمس سنوات من الحرب التي فرضها الحوثيون والجماعات الموالية لإيران، وتجار الو لاءات، لا تزال تلك الجماعات تراوح مكانها ولم تستطع تحقيق الأهداف الإيرانية المشبوهة، فيما استمرارها يزيد من عبء الأكلاف الإنسانية على اليمنيين كافة، في المقابل هناك إمكانية كبيرة لدى الجنوبيين أن يخففوا من هذا العبء عبر إخراجهم من أتون الحرب، وألا يكونوا وقوداً لها، وهذا ما يريدونه، فلماذا لا تساعدهم الدول الفاعلة على تحقيق هدفهم؟))
ونقول :إن ما حدث ويحدث اليوم في اليمن هي حرب شمالية جنوبية بامتياز إنها حرب من أجل استمرار الهيمنة والتسلط على الجنوب ومن قال خلاف ذلك فهو كاذب ومنافق!!
. الحرب مشتعلة في الجبهات على الحدود في الضالع وحشود على يافع وشبوه وأبين ...في حين تصالح الشماليون فيما بينهم في الجبهات الشمالية وتمت التسويات وحل السلام بين المتحاربين من أجل تدفق الأرزاق والمكاسب التي يتقاسمونها فيما بينهم ..حتى من هم خارج الجبهات المزعومة ..أو في اسطنبول تصلهم حصتهم عن طريق وكيلهم هاشم الأحمر ومصالح الطرفين محمية داخل اليمن وخارجه !!
والجميع متفقون على الهدف الذي لم يغب عن أنظارهم منذ عام 1994م وهو أرض الجنوب العربي المتخمة بالثروات فهي المكسب والمغنم .
حيث يشارك اليوم أكثر من ألف مقاتل من حزب التجمع اليمني للإصلاح مع الحوثيين لرفد الجبهات الحدودية.
وما يدور في تعز ونهم وصعده أكثر من مسرحية هزلية !!
أما من يجري تسمينهم في معسكرات مأرب فهم كخراف وعجول العيد قد فقدوا قدراتهم القتالية ولياقتهم البدنية !!
إنها مسرحية حرب عام 1994م تتكرر أمام أعيننا وبالألوان الطبيعية ونفس التحالفات وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد ومن لم يفهم المشهد فهو غبي وأحمق لا يفقه شيئا بالسياسة !ّ!
الفرق أن ما يجري كغطاء سياسي هو رئيس مختطف في قبضة الإصلاح ولافتة عريضة كتب عليها ((الشرعية )) بينما هي في الحقيقة شرعية زائفة متهرئة و منتهية الصلاحية وتعيش خارج أسوار الجنوب تسهر ليلا في الفنادق في حفلات الأعراس وتغط في النوم نهارا !!
بل وتمتد الأفراح والليالي الملاح إلى مأرب ونهم والدعوة عامة ومن حضر من طرف الحوثيين فهو في الوجه كما هو الطرف الآخر في وجه الحوثي في الأمان !!
وعندما تجمع المناسبات الطرفين تتم الصفقات وتبادل المصالح والمواقع ولكم عشرون ولنا عشرون والجميع متفق على الجائزة الكبرى ألا وهي الجنوب العربي
ولكننا نقول للمرتزقة والطامعين في صنعاء الذين يحلمون أن يعود الجنوب إلى حظيرتهم : تبا لكم فجنوب اليوم لم يعد ذلك الجنوب المنقسم على نفسه ودونه خرط القتاد والرصاص والبارود والدماء والأرواح والمهج ..ومن كذب جرب والباطل جولة والحق إلى قيام الساعة !!
د. علوي عمر بن فريد