أحمد الربيزي يكتب:

سيستقل الجنوب فلا تحملوه أحقادكم

من الواضح ان عناصر حزب الإصلاح (إخوان اليمن) وكافة أبناء محافظات الشمال(ج ع ي) الذين التحقوا بشرعية الرئيس هادي، لم يعد لديهم قضية مع مليشيات الحوثي الإنقلابية، ولم تعد العودة الى صنعاء هدفهم، بعد ان عجزوا في تحرير مدنهم ومناطقهم، ولم يتبقى لديهم الا منازعة الجنوبيون في أرضهم، فصاروا ينافسون الجنوبيين بأخذ مناصب الدولة، والاستيلاء على قيادة مؤسسات الجنوب، تحت جنح وبحماية الرئيس هادي، وبعض القيادات الجنوبية التي تساندهم بدون وعي.

هذا المكاسب والامتيازات التي سطوا عليها، جاءت على حساب التضحيات التي يدفعها الشهداء من ابناء الجنوب، فيما هم لم يخسروا أولادهم ولم يقدموا أي تضحيات تذكر عدى النزر اليسير، وفضلت عوائلهم تنعم بحياة رخا ورفاهية، وسعادة وسرور، ويتنقلون بيسر بين عواصم العالم بأمكانيات لم يعرفوها في مناطقهم وبيوتهم التي غادروها قبل الانقلاب الحوثي.

نحن هنا لسنا نحسدهم على ذلك - ونعوذ بالله من الحسد - لكن ما يغص في نفوسنا ويجعلنا نتحدث عن هذا الأمر هو ما نلاحظة من سلوكياتهم الغير سوية فبدل ما يفترض ان يبدون امتنانهم للجنوبيين الذين يسعون بكل جهد واجتهاد لمساندتهم، نراهم بكل جحود ونكران يشتمون كل جنوبي، ويلعنون كل من يتحدث عن هويته، وعن حقه الشرعي في تقرير مصير بلده، وتأمين مستقبلها ومستقبل اولاده، حتى الرئيس هادي لم يسلم من السنتهم اللاعنة فتراهم يشتموه ويتفوهون عليه بالفاظ مقذعة، فما تركوا شتيمة الا كالوها عليه وما تركوا قذارة الا ونعتوه بها، على الرغم انه سلمهم كل أمور الدولة وفضلهم حتى على أقاربه وأهله وناسه من أبناء الجنوب الذين احتضنوه ذات يوم وهو شاردا من الشمال، ودافعوا عليه، فيما لم يدافع عليه شمالي واحد عندما كان محاصرا في محل إقامته في صنعاء.

والأفظع من ذلك حين نراهم اليوم يضعون اياديهم في أيادي من طردهم من منازلهم في الشمال، اليوم يتحالفون مع مليشيات الحوثي، ويطعنون غدرا بأبناء الجنوب، وماجرى من عمليات غدر في جبهات شمال الضالع من تسليمها للحوثي خير دليل على غدرهم، وخيانتهم للأيدي التي أحسنت اليهم.

اليوم. هل سيستوعب أبناء الجنوب الدروس التي تلقوها من عناصر الغدر الشمالية التي ظلت طوال مراحلة طويلة تطعن في ظهورهم بمسميات عدة؛ نتمنى ذلك، ولهذا أدعو كل من يحس في نفسه الغيرة على وطنه الجنوب (الأرض والإنسان) ان يكف عن تكرار تجارب الوقوف في صف من لا يحب الخير له ولوطنه، من اعداء الجنوب، وان يحسب الأمر كله بمعادلة واحدة هي (مصلحة أهلي وناسي جزء أساسي من مصلحة مستقبل بلدي الجنوب) وان يكف عن خديعة التعصب الحزبي، او التعصب السياسي، لان هذه المسميات سترحل مع رحيل غزاة الشمال من بلدنا، وسيستقل الجنوب وببقى اهل الجنوب في بلدهم ينعمون بها وبخيراتها، فلا تورثوا لابناءكم احقاد بسبب جهلكم، وعدم الاستفادة من دروس الماضي، فكفاية المراحل التي مرت علينا، وهي قاسية وكفيلة بأن نتعلم منها، ونتعض من ماجرى فيها. اللهم اني بلغت اللهم فأشهد.