د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الخلط بين المحبة وخرافة القداسة !!

1- خرافة القدسية
شاهدت مقطع فيديو قبل فترة، للسيد الحضرمي بن حفيظ وأنا أحترمه لأنه ليس دمويا ولا قاتلا أو عميلا لإيران كالدعي الهاشمي عبد الملك الحوثي !!
بن حفيظ يؤمن بالخرافة وقدسيته وهذا شأنه الخاص !!
ولكن ما استفزني هو مشهد طلابه وأتباعه عندما يتسابقون لتقبيل يده وركبه ،كما يطلبون منه البصق على الماء كي يشربونه تقربا إلى الله وعلاجا شاملا لكل الأمراض !!
أتخيل زنابيل الحوثي وأتباعه وهم يتسابقون على تقبيل نعله وشرب بوله !!
وقد سأله أحدهم فأقسم أن بوله طاهر !!
أسألكم بالله هل هذا من الدين ؟؟!!
وهل يجوز أن يصوروا الإسلام بهذه القذارة ؟؟!!
وهل هذا إسلام من يدعون أنهم من آل البيت ..وهم بفعلهم هذا يخالفون الرسول الكريم الطاهر سيدنا محمد ؟؟!!
وأخيرا نقول لهؤلاء لكم دينكم وولي دين ..ونحمد الله على الإسلام الصحيح الذي جاء به سيدنا محمد صل الله عليه وسلم . ونحن نقول للبعض فقط وليس الكل من الاستعلائيين الهاشميين الذين يدعون نقاء عرقهم وسلالتهم وقدسيتها ..إن الانتماء للوطن هو أهم لدينا من خرافة القداسة ونقاء العرق وإدعاء الوصاية علينا .. وإذا كانت محبة أجدادنا لهم ذهبت بنا بعيدا إلى حد أن سمونا بأسمائهم فليس ذلك إلا حبا وكرامة لهم وليس طاعة وخضوعا ..!!
وفي هذا الشأن يقول الأستاذ سام الغباري :
"الادعاء والتنمر يكشف لنا أن الهاشميين يحاولون إحاطة أنفسهم بقداسة نبوية وهذا أمر خطير جدًا، إذا ما أسلمنا بحقهم المزعوم في الحكم على أساس نسبهم فإننا نهدم كل حُكم نشأ من بعد وفاة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام حتى اليوم، ونعتبره غاصبًا وحكمًا عضوضًا. وهذه خطورة حقيقية على تاريخ المسلمين وعلى واقع الحكومات اليوم، ونازية عرقية تتلبس الإسلام في محاولة منها انتزاع اعتراف يناقض المنطق والحق الجماعي للأمة في اختيار حُكامها بأي طريقة ملائمة لهم.

إن الهاشمية التي تسعى إلى تقديس نفسها مخالفة لأصول النظام العالمي الجديد، وسلالة عابرة للحدود والقارات، وإذا ما توحدت خلف قيادة مسلحة فإنهم سيصبحون أخطر جيش في العالم تدعمهم مئات النصوص اللاهوتية التي يتحججون بها في تحديد مكانة مرموقة لهم داخل المجتمعات."
ونقول لهؤلاء : إذا أفسح لهم أجدادنا صدور المجالس وأكرموهم ورفعوا مكانتهم فليس ذلك ولاء وخضوعا أعمى لهم بل حبا وكرامة للرسول الكريم !!
ولا يمكن أن نقبل الإساءة إليهم أو ممارسة العنصرية ضدهم كما يفعل البعض منهم ضدنا وإنما احترام مجاني نقدمه لهم انطلاقا من محبتنا لسيدنا وحبيبنا محمد .. وهذا يعني أننا لا نعترف لهم بأخذ مكانته واستغلال محبتنا له !!
وإذا كان أهل اليمن قد أحبوا الرسول الكريم في أخلاقه ورسالته وصفاته فقد أحبوه لدعوته وجاهدوا معه لأن الله أكرمه واصطفاه نبيا لهذه الأمة الغارقة في الجهالة والجاهلية وأرسله رحمة وهداية لهم ومات ولم يورث الخلافة ولم يقل أنها محصورة في أهل بيته
كما يدعي الحوثي اليوم الذي يريد فرض ولايته وحكمه على اليمن ويستند في ذلك إلى عرقه وسلالته !!
2- الأصيل والهجين :
كان من عادات العرب في الجاهلية إذا تكاثر الخيل لديهم واختلط عليهم الأمر وأصبحوا لا يفرقون بين الخيل العربية الأصيلة والهجين – يجمعون الخيل كلها في مكان واحد ويمنعوا عنها الأكل والشرب ويوسعونها ضربا !!
وبعد ذلك يأتوا لها بالأعلاف والماء ،فينقسم الخيل إلى قسمين :
فريق يهرول ليأكل ويشرب لأنه جوعان .
وفريق يأبى أن يأكل من اليد التي ضربته وأهانته !!
عندها يعرفون الأصيل من الهجين !!
وما يجري في اليمن اليوم من حروب ودمار ونحن في السنة الخامسة نقاتل هذه الشرذمة الحوثية التي فرضت سطوتها على القبائل في اليمن الشمالية بخرافة السلالة وقدسيتها وأفسدتها وأخضعتها وهي مستسلمة خانعة خاضعة لكل ممارسات الذل والإهانة الحوثية وقد انقسمت إلى قسمين قسم معه وقسم ضده وهذا كله ظاهريا ورضيت أن تمارس دورين متشابهين :
الأول : ارتزاق وتكسب في الحرب مع " الشرعية "وقسم يقوم
برعاية وحماية مصالح الفئة الأولى في الداخل والمصلحة مناصفة !!
والقسم الثاني : يمثل الجنوبيين وهم كالخيول الأصيلة التي تأبى أن تأكل من أيدي جلاديها !!
وقد حسمت القبائل الجنوبية أمرها وحررت الجنوب وطردت الحوثيين وهذا يذكرني بالخيول الأصيلة التي ترفض أن تأكل من أيدي جلاديها !!
وممارسة تلك القبائل في اليمن الشمالية يذكرني بقصة الخيول الهجينة
وما أكثر الهجين في اليمن !!
د. علوي عمر بن فريد