عماد الدين أديب يكتب:

قمة الـ20 و«ترميم التوتر» مؤقتا!

اجتماعات قمة العشرين هي في حقيقة الأمر قمتان: علنية وسرية، ما في القاعة وما يحدث في اللقاءات الثنائية على هامش المؤتمر، سياسية وتجارية، فيها ما يقال وفيها ما يبقى في صدور المجتمعين.

الآن، الكبار يلعبون لعبة «إعادة هيكلة وترتيب النظام العالمي الجديد» بحيث يريد كل طرف أن يحصل على شروطه، ومكانته ومكاسبه، ويمنع الآخر من الصعود على جثته!
إنها قمة من يتحكمون في 80٪ من ثروات العالم ومداخيله، وجيوشه، وبالتالى في قراراته العليا المصيرية.

الآن، الكبار يلعبون لعبة «إعادة هيكلة وترتيب النظام العالمي الجديد» بحيث يريد كل طرف أن يحصل على شروطه، ومكانته ومكاسبه، ويمنع الآخر من الصعود على جثته!

ومن الواضح أن اللقاءات الثنائية أدت إلى نتائج مهمة بعدما وصلت العلاقات بين الزعماء لمنسوب «توتر عالٍ ومخيف ومهدد للاستقرار العالمي».

نبدأ بما قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب:

1- كان منهج ترامب في هذه القمة هو «ترميم ولملمة» كل عمليات التصعيد الذي وصل به إلى حافة الهاوية مع الجميع.

من هنا علينا أن نلاحظ وصفه لكل لقاءاته مع الجميع: كانت «رائعة وبناءة»!

ومن هنا أيضاً لاحظ أنه عاد وقال إنه لن يفرض رسوماً أخرى على الصين، وشكر اليابان على التنظيم الرائع، وامتدح ولي العهد السعودي بشكل شديد القوة، وأثنى على لقائه «الرائع» مع فلاديمير بوتين، وأشاد بالكندي والمكسيكي والأسترالي وبأهل مدينة «لوساكا» مقر المؤتمر!

2- كان شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان، هو مهندس ودينامو هذا المؤتمر، لذلك استطاع ببراعة أن يركز على نقطة جوهرية تعكس تلك الحكمة اليابانية العميقة التي تقول: «حينما نتوه يتعين علينا أن نعود إلى الأبجديات»، لذلك قال «إن أهم شيء في هذا المؤتمر هو أننا عدنا إلى تأكيد مبادئ التجارة والتعاون».

3- الخوف من الفوضى هو الذى جعل الرئيس الصيني تشي بينج يحذر من «الفوضى والتنمر» في الاقتصاد والسياسة.

ملاحظة الرئيس الصيني هي ملاحظة وانتقاد مهذب -على الطريقة الصينية- لجنون وهستيريا العقوبات التي قرر الرئيس الأمريكى فرضها على الجميع.

المشاركة المصرية بزعامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بوصفه رئيساً للاتحاد الأفريقي، كانت بالغة الأهمية لأنها أعطته فرصة تدعيم العلاقات الثنائية بين مصر وزعامات أهم قوى اقتصادية في العالم.

حضور الرئيس السيسي والأمير محمد بن سلمان كان عاملاً لتحجيم «جنون وعدم انضباط» الرئيس التركي الذي كاد يتوسل للرئيس ترامب لعدم معاقبته على صفقة (إس 400)، وقام «بتوسيط» الرئيس الروسي حتى يقبل الرئيس الأمريكي أن يمررها دون عقوبات ويتهم إدارة أوباما بأنها هي السبب، متناسياً أو متغافلاً أن أوباما ترك الحكم يوم 20 يناير 2016!

ولي العهد السعودي ترك أثراً إيجابياً لدى الرؤساء (ترامب، بوتين، تشي، ماركون، ميركل)، وحظي بدعمهم جميعاً في أن تكون السعودية هي الجهة المضيفة لقمة العشرين عام 2020.

وهناك تسريبات عن أن الرياض سوف تستخدم حقها في توجيه دعوات لـ3 دول من خارج العضوية قيل إنها: مصر والإمارات ولبنان.

تبقى ملفات: تأمين حركة النقل البحري في الخليج، ومشاكل البيئة، وأسعار الطاقة، والحروب التجارية، ملفات جارية مستمرة قابلة للأخذ والرد تبعاً لحركة المصالح والمزاج الخاص بدونالد ترامب!

العالم أكثر هدوءاً عقب هذه القمة، ولكن مؤقتاً.. وأكرر «مؤقتاً»!

وتبقى إيران وصفقة القرن مؤجلة، وهو ما سوف نفسره غداً بإذن الله.