بدر قاسم محمد يكتب:

نهاية المُحنش للحنش !

الساسة اليمنيون مدمون تزمين اتفاقات :

هاهي الحكومة اليمنية اليوم تقدم رؤية مزمنة لتنفيذ اتفاق الحديدة !

قبل هذه الرؤية الأخيرة , سعى نظام الرئيس صالح الحاكم , نكاية بجوهر الاتفاق المنتصر للمعارضة السياسية , إلى تزمين المبادرة الخليجية بألية تنفيذية  , أنتجت كل هذا الواقع المغاير على الأرض !.

التزمين في العرف السياسي اليمني هو الإطالة و المماطلة المتحايلة على الاتفاقات .. لكن هذه الأولى التي يسعى فيها النظام الحاكم إلى تزمين اتفاق أممي كأتفاق استوكهولم , بعد تزمين الاتفاق الأقليمي كأتفاق المبادرة الخليجية , و فيما يبدو انه يفعل هذا نكاية بجوهر الاتفاق المنتصر لجماعة الحوثي !.

و مازال النظام الحاكم يخطو ذات الخطوة السياسية التي أثبتت التجربة ان لها مآلات أخرى تُخرج مشهد اخر مغاير كليا لماهو متوقع , هذا المشهد عادة لايصب في صالح مخترع التزمين ! , وهو يسوقنا سوقا إلى خلاصة المثل الشعبي الجنوبي القائل :

نهاية المُحنش للحنش !.

في سياق منفصل عن هذا المصاب اليمني الجلل , متصل بالمثل الشعبي أعلاه :

كثير من المنظرين الأجانب "مبكرا" ذهبوا إلى القول بإن الإدارة السعودية أكثر انفتاحا من شعبها , وهذا صحيح وقد أثبتته عمليا حزمة الأجراءات السعودية الأخيرة .

يبقى السؤال :
ماذا عن دولة قطر و الإدارة القطرية ؟

تتبنى الإدارة القطرية موقفا داعما لثورات الشعوب العربية , تبدو فيه منفصمة تماما عن شخصيتها وهي تحاول ان تُقرض "المبادئ الديمقراطية" للشعوب العربية من خارج بنكها الثقافي و موروثها السياسي عن السلطة بنظامها المشيخي الغير ديمقراطي البتة !.

ليس هذا فحسب , بل إن الإدارة القطرية تتفوق على الإدارة السعودية في الإنفتاح , وهي تبدو أكثر خروجا عن مألوف عرب الصحراء و أكثر تناولا لبروتوكول الدبلوماسية العالمية , عندما يظهر الأمير القطري مصطحبا حرمه المصون بمظهرها العصري المماثل نظيراتها من سيدات العالم الأول ..!

مع هذا لاتُصاب عقلية التيار الإسلامي الراديكالي المدعوم من الإدارة القطرية بالصرع وهي تشاهد هذا الإنفصام السياسي القطري يتماثل للظهور أمامها :

أولا : على هيئته الغير ديمقراطية الداعمة لديمقراطية الاخر العربي !.
ثانيا : على هيئته المنفتحة بمصراعيها على الثقافة العالمية .. الداعمة في الوقت نفسه للفكر الإسلامي المحافظ !.

فلا التيار الإسلامي يتطرق لانفتاحها و لا الإدارة القطرية تتطرق لتشدده ! .

لتتراءى لي من بين السطور " نفس العلاقة التي نشأت بين : التنظيمات الإسلامية التي غزت الاتحاد السوفيتي مطلع ثمانينات القرن المنصرم و أجهزة الاستخبارات الأمريكية .

التنظيمات الإسلامية كانت تؤجل معركتها مع أمريكا و أمريكا كانت تغض الطرف عن فكرها الإرهابي المتشدد .. هذا أوصل الإدارة أمريكا لمفاد المثل الشعبي الجنوبي أعلاه :

نهاية المُحنش للحنش !.

على نفس الطريق الأمريكي تسير علاقة قطر بجماعة الإخوان المسلمين , فكثير من المحلليين السياسيين يرى ان نهاية المُحنش القطري على يد الحنش الإخواني ..! , متى ؟!.

لا ندري .. فالمرجح حدوث النهاية في العام 2022م موعد انطلاق بطولة كأس العالم المزمع إقامتها في قطر !.
بدر قاسم محمد