أسمه الجنوب العربي وليس اليمن والسارق لايملك ماسرق
الوطن كلمة صغيرة تتكون من خمسة أحرف ولكنها كبيره بمعانيها فهي تختصر كل الصفات التي يحملها الوطن فهو الأمان والملاذ والحضن الذي رغم كل مايعتري ذلك من نواقص حيث يبقى في أعيننا أجمل واروع من كل بلاد الدنيا ، وهو الذي يسكننا ويعيش بدواخلنا ويسرى فينا مسرى الدم في الأوردة وكلما أبتعدنا عنه أزداد أحساسنا وأرتباطنا وحبنا له .
فالوطن لايعوض وان سرق منا ضعنا وتاهت خطواتنا في المجهول ، ولصوص الأوطان كثر وهدفهم الرئيسي دائما أختطاف الأرض من أصحابها والعبث بها والسيطرة على ثرواتها ونهبها وطمس ماضيها وحاضرها ومستقبلها وتهجيرنا للمجهول وهذا النوع من السرقات خطيرا جدا .
وعما قريب تحل علينا ذكرى اليمة وهي تعاود الظهور كل عام وفي نفس الموعد الأسود ، وفيها تم أعلان الحرب المشؤومة على الجنوب ، وفيها تم القتل والتنكيل والتشريد والخيانة والنهب والاجتياح ومحاولة طمس الهوية والتاريخ العريق ، وإذلال المواطن الجنوبي وتركيعه وتجويعة باساليبهم القذرة ، 27 ابريل 1994م سيبقى يوما اسودا في تاريخ الجنوب ففيه أعلنت الحرب من قبل جحافل الظلام في اليمن ضد الجنوب ، اليوم الذي تم فيه وأد ماتبقى من وحدتهم الميتة التي أعلنت في 22 مايو 1990م وبعد أعلانها مباشرة أنكشف الوجة القبيح للطغاه واللصوص وسفاكي الدماء ، وتجسد كرههم ومكرهم وخبثهم بصورة حية في كل فعل وشر وجهوه للجنوب .. فالقتل والتصفيات الجسدية وتدمير البنية التحتية وتحطيم المعالم البارزة والمؤامرات التي قاموا بحياكتها ضد الأرض والانسان ترتسم واضحه للعيان ، ومحاولاتهم المستمرة في تجاهل الجنوب والنظر إلية كأنه فريسة تم أصطيادها ولايحق لها الحياة
وفي الذكرى 23للحرب نقول ان هذه الأرض أسمها الجنوب العربي وليس اليمن والسارق لايملك ماسرق ، فالجنوب هو الأرض والانسان وقد وجد على هذه البسيطة منذ خلق الله الانسان وكرمه في هذه الأرض وهو واقع لايمكن تجاهله او تخطيه فقوافل الشهداء على مر السنينن عمدت قضيته العادلة بالدم المقدس ولن تكون قضيتة أبدا طي النسيان مهما حاول المتخاذلون واللصوص والخونه انه يثنونها عن مسارها الصحيح ، فهي أكبر وأعمق وأشرف وأطهر من أن تلقى في الماضي ، ولايزال الجناه والقتله يتلاعبون بالحقائق والوقائع ويريدون المزيد فالطمع يعمي أعينهم ويدفعهم للهاوية متناسين أن التاريخ يعيد نفسه ويصحح أخطائه التي مرت ويكون الانتقام في الحاضر والمستقبل أكبر وأقوى .
وأن قوى الشر التي تأمرت وأذت وظلمت وقتلت الوطن الجنوبي مثمثلة في ( عفاش واعوانه وعلى محسن واعوانه ) ومن تبعهم من همج اليمن في ذلك الوقت تظن انها لن تحاسب واعادت اللعب بالنار من جديد في مارس 2015م ولكن حليف عفاش تغير هنا وحدث تبادل للادوار فبدلا من على محسن وجد حليف اخر وهم الحوثيين واصبح على محسن طرف في شرعية عبدربه ولكنه لم يغير جلده وفكره الأسود المتعطش للدماء والدمار والنهب ، وهم يتبادلون الأدوار وهم يحاولون إعادة إنتاج أنفسهم بأساليب حديثة جديدة تتفق وروح العصر وهم مصرون أيضا على إعادة كرت النار التي أنكوينا بها في حرب 1994م ولكن محاولاتهم أبطلت وتم ردعها من من قبل المقاومة الجنوبية الحرة التي قدمت أشرف واروع صور النضال والبطولات الأسطورية .
في الماضي سرقوا الأراضي والممتلكات ومارسوا القمع والإرهاب والقهر واقصاء أبناء الجنوب من كافة حقوقهم وتركوهم يعيشون الذل والفقر والاضطهاد في ظل نظام دولة الاحتلال ، الاحتلال العسكري الشامل لكل مناطق الجنوب وعملوا على النهب السريع للثروه الجنوبية (النفطية والصناعية والسمكية والزراعية ) واستيلاء متنفذيهم على الممتلكات العامة والخاصة ونهب عدن وإحراق الشجر والحجر وكل اشكال الحياة في الجنوب .
فتعالوا نتمعن في غرابه الموقف ، لنرى كيف يتدثرون بالدين ويتقمصون شخصية الواعظ والقاضي المظلوم لتحقيق مصالحهم ويصدرون الفتوى التي تم تكفيرنا بها فتوى الديلمي او بالاصح وزير العدل اليمني عبدالوهاب الديلمي والتي اعتبرت ذريعه للمجازر والانتهاكات التي حدثت للجنوبيين في ذلك الوقت فنسب فيها ان الجنوبيين ملحدين ومرتدين ويمارسون البغي والفساد إلى الخ ، وهنا نقول ليس من حقهم تكفير الناس وليس من حقهم التدخل في المعتقدات الدينية .. ومن هم حتى يعتبرون شعب الجنوب مرتد ؟ هم بإختصار من خرجوا من جحور الظلام والجهل والتخلف والفكر القبلي العقيم الذي لاتتعدى حدودة حدود السرقة والفيد والتقطع .
وهنا نذكر بعض من مقتطفات الاحداث أبان التوحد مع اليمن كتردي الحالة الأمنية والعنف والإرهاب السياسي والاغتيالات وتردي الوضع الاقتصادي ، وتعرض الجنوب لفوضوية السلوك القبلي المتخلف من جرائم القتل والفصل والاقصاء والتهميش وفرض قانون التقاعد الاجباري للآلاف من الكواد والكفاءات الجنوبية المؤهلة ، وسيطرتهم على ممتلكات شعب الجنوب وحقوقة من مرافق عامة وخاصة ومنشاءات حكومية ومؤسسات صناعية وخدماتية تلك السيطرة التي كانت عن طريق المتنفذين والقيادات المدنية والعسكرية والقبلية والعصابات الإرهابية .. هي جرائم لا تسقط بالتقادم وهي محرمة وفق الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والإنسانية .
فأساليب الخيانة والغدر هي من صفات قوى الظلام اليمنية وتجد الأمثلة كثيرة في حرب 94م ومنها تحركاتهم العسكرية والاستعداد لغزو الجنوب فقد انتشر ألاف الجنود في تعز واب وعلى طريق عدن-صنعاء وارسلت تعزيزات عسكرية الى قعطبة التي كانت نقطة عبور بين شطري البلاد الشمالي والجنوبي ، وكانت القوات الجنوبية في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجوم محتمل تشنه القوات اليمنية ، وفي قلب الجنوب كان يوجد خنجر مغروس الا وهو الالوية الشمالية الجاثمة في المناطق الجنوبية
وما كان وجودها الا استعدادا للغدر ومثال على ذلك لواء العمالقة في ابين وغيره من الالوية التي انتشرت في ربوع الجنوب ، وفي الشمال تعرضت الالوية الجنوبية للهجوم المباغت والمستمر كالواء (5 مشاه الجنوبي ) الذي تعرض للهجوم من قبل عناصر مسلحة من قبائل حاشد في حرف سفيان على مسافة 50 كيلومتر شمالي صنعاء .
وقد كان ذلك الهجوم بداية لتصفية القوات الجنوبية المتمركزة في الشمال ، وأستمر الحشد من الجانبين ولم تنجح أي وساطات لتلافي نشوب الحرب ، وأنفجر الموقف عسكريا في 6 أبريل في معسكر بأصهيب الجنوبي في محافظة ذمار ، حيث أستخدمت القوات الشمالية في إشتباكاتها مختلف الأسلحة وأحكمت حصارها على معسكر بأصهيب وامطرته بوابل من قذائف المدفعية الثقيلة وكانت هذه من المناوشات الأولى لبداية الحرب والاجتياح ضد الجنوبيين ، ولاننسى الفرقة الأولى مدرع والتي قامت بتفجير الموقف عسكريا في عمران والتي كان يقودها قائد الظلام علي محسن الأحمر حيث شن هجوما غادرا على اللواء الثالث المدرع الجنوبي ، وان هذه المواجهات جاءت بعد قيام المخلوع علي عبدالله صالح بالقاء خطاب عنيف اتهم فيه الجنوبين بالعمل على التقسيم واسفرت هذه الهجمات عن تدمير اللواء الثالث المدرع الجنوبي
كانت القوات اليمنية هي المالكة لزمام المبادرة على إنهاء فعالية القوات الجنوبية الموجودة في الشمال ، وبرغم الهجمات التي قامت بها القوات اليمنية على المواقع الجنوبية القريبة الاان القوات الجنوبية تصدت لهم ، ومن الاحداث أيضا ان طائرات صنعاء قصفت محطة الكهرباء الحسوة ومطار عدن الدولي ومطار العند ومبنى الإذاعة والتلفزيون ومصفاه عدن النفطية ، وأخذت المعارك طابع الصراع من جانب القوات الشمالية فقد أرادت السيطرة على الطرق المؤدية إلى عدن الا إن القوات الجنوبية صدت الزحف الشمالي إلى عدن وقدرت هذه المحاولات بتسع محاولات لعبور الحدود .
وفي 20مايو 1994م تم أعلان هدنه لمده ثلاثة أيام استجابة لمساعي بعض الرؤساء العرب بمناسبة عيد الأضحى وشهد اليوم التالي للهدنه تحولا نوعيا بالغ الأهمية فقد اعلن الرئيس علي سالم البيض فك الارتباط وإقامة دولة اليمن الديمقراطية الشعبية في 21مايو .
واستمرت الحرب واستمر الدمار والخراب الى ان حل تاريخ 7-7 الأسود واحتلت مدينة عدن من قبل القوات اليمنية فكانت بداية الماساه الحقيقية للجنوب ، انتهت الوحدة باحتلال الجنوب وسرقة كل ماهو جنوبي ، ومرت السنوات الطويلة ونهض الجنوب من تحت الرماد واعلن كلمته في وجه الباطل بقيام ( الحراك الجنوبي ) وكل المراحل التي تلت قيامة ومقاومته ومقارعته للاحتلال .
وهنا نستمر بذكر السرقات التي يقومون بها وعلى سبيل المثال سرقة قناة عدن الفضائية والتي يبثها الحوثيين وقناة أخرى باسم عدن وتبث في السعودية فيما القناة الاصلية مغلقة بدون سبب يذكر ، ولايزال العداء السافر مستمر في ظل مايسمى بالشرعية لان من مكوناتها وافرادها اشخاص يدينون بالولاء لعفاش وكل مايقوموا به هو دليل قاطع لمحاربتهم عودة الحياة في المناطق المحررة ، والتخريب المتعمد تجده حاضرا وبقوة ، ووجود اطراف تحاول خلق الفوضىء والفتنه والبلبلة واحداث صراع وإعادة السيطرة على الجنوب في شكل عبثية مايسمى بالاقاليم والدولة الاتحادية الوهمية التي تشرعن لاعادة الاحتلال وبصورة دائمة وإلى الابد هذه المره .
ومن الضرورة بمكان ان نعمل على تحكيم العقل ونبذ الانانية والمناطقية وأعتبار مصلحة الجنوب وتحريره واعاده بناء دولته فوق كل شيء وهو أولوية قصوى وبرنامج سياسي لكل أبناء الجنوب المخلصين ، فدعاه الحروب يتربصون بنا وهم مستعدون للحظة الانتقضاض فهل نترك لهم وطنا لقمة سائغة ؟
ومن الاجدر بنا ان نبقى يدا واحدة ولحمه واحدة تحمي وتبني الجنوب وتدفع عنه الظلم وان نوجهه سهامنا لعدونا .. فنحن اخوه وهدفنا وطن سليب نريد استعادته واستقلاله وبناء الدولة النموذج في التعليم والصحة والثقافة والعلم والاقتصاد والعدل والقانون والمواطنة المتساوية والحياة الكريمة لابناء هذا الوطن الأبي المكافح والصابر على الظيم والظلم ، لكن رغم الظروف المحيطة وكل مامر به من أهوال لم يتخل عنه الامل باستعادة وطنه السليب الجنوب العربي وإننا واثقون من نصر الله وعونه لنا .
سهى عبدالله