بدر قاسم محمد يكتب:

عندما يصبح مكان عقد البرلمان اليمني: فأر تجربة سياسية

عاجل : رئيس مجلس النواب : الترتيبات جارية لعقد البرلمان خلال الفترة القادمة !.

بعد مشكلة الانعقاد أتت مشكلة العقد التي حلها البركاني بقوله :

تم الأخذ بعين الاعتبار كافة الترتيبات و الاجراءات الاحتياطية لعقد البرلمان !.

الجدير بالذكر ان الانعقاد الأول أخذه التحالف العربي على عاتقه و قام باتخاذ كافة الترتيبات و الاجراءات الأمنية بمعزل عن القوى السياسية اليمنية !.

فيما يبدو اليوم ان عقد البرلمان يحدث عكس الانعقاد الأول ! , يبدو ان البركاني اليوم يحاول جاهدا اتخاذ الاجراءات الامنية بمعزل عن التحالف العربي , حيث التقى يوم أمس بنائب الرئيس الجنرال علي محسن الأحمر !.

ففي الوقت الذي أكد فيه النائب البرلماني : عبدالعزيز جباري , العزم على عقد البرلمان بمحافظة مأرب حدثت التهديدات الأمنية في قلب عاصمة مأرب بين الأمن و بعض القبائل , اخيرا جاء معززا للتهديدات الأمنية خبر استهداف منزل المحافظ العرادة بصاروخ باليستي حوثي (حسب رواية مواقع حزب الإصلاح الإخبارية ) ,  قيل ان الجماعة الحوثية تبنت عملية إطلاقه , بينما يرى بعض المحلليين العسكريين ان ماتم تداوله من صور لمكان سقوط الصاروخ على مجلس الضيوف من المنزل وما أظهرته من اضرار لاترقى إلى مستوى مايحدثه سقوط الصاروخ الباليستي من اضرار جسيمة , فيما رجح مراقبون ان المقذوف العسكري هو عبارة عن قذيفة مدفعية لا أقل ولا أكثر , ليضعنا هذا أمام السؤال التالي :-

لماذا هولت القيادة المحلية و الأمنية و العسكرية بمأرب عبر وسائلها الإعلامية المتعددة من حدث سقوط المقذوف على بيت المحافظ العرادة ؟!

ثم لماذا تماهت الجماعة الحوثية مع التهويل بإعلان مسئوليتها عن الحادث , مفندة نوعية السلاح ؟!

يرجع بعض المحلليين السياسيين حدوث كل هذا , إلى خيار عقد البرلمان اليمني بمحافظة مأرب , حيث يرى البعض ان ثمة اجماع لقوى سياسية يمنية يلتقي مع رغبة الجانب الحوثي في عدم عقد البرلمان وخصوصا بمأرب الأكثر قربا من ترسانتهم الصاروخية و طائراتهم المسيرة التي استطاعت مؤخرا ان تشكل تهديدا حقيقيا لأمن المملكة العربية السعودية , حيث يشكل عقد البرلمان بمأرب احراجا مضاعفا لشائعة العلاقة الخفية بين قيادات حزب الإصلاح و الجماعة الحوثية , التي بدأت تتكشف مؤخرا !.

فيما يضيف البعض الاخر إلى كل ماسبق , ان القوى السياسية اليمنية تريد تحويل قضية مكان عقد البرلمان , و هي تدفع باتجاه ضرورة ان يعقد جنوبا , إلى فأر تجربة سياسية و فحص اجندة كلا من :

1- القيادات الجنوبية في الحكومة الشرعية !
2- قيادة التحالف العربي و على وجه الخصوص دولة الإمارات العربية المتحدة !.

بالمقابل التحالف العربي و قيادة الشرعية الجنوبية و هي تدفع بخيار عقد البرلمان بمأرب , تحاول ان تجري تجربتها السياسية على نفس الفأر ( مكان عقد البرلمان ) لفضح علاقة القوى السياسية و العسكرية المرابطة بمأرب بالجماعة الحوثية الانقلابية !.

خلاصة هذه الرؤية التحليلية من الممكن اختصارها هكذا :

مكان عقد البرلمان عبارة عن فأر تجربة سياسية للطرفين :
-  من يريده جنوبا يريد اختبار علاقة التحالف العربي بالجنوب !.
- و من يريده بمأرب يريد اختبار علاقة القوى الشمالية بالحوثي !.

يبقى السؤال :
أيهما يستطيع انفاذ تجربته السياسية على الاخر ؟!