م. جمال باهرمز يكتب:
النضال لتحسين شروط العبودية
-قبل إعطاء السلاح للعبد ليناضل لأجل الانعتاق. علمه معنى الحرية فيقترن النضال بالوعي. حتى يثمر نضاله ولا تصبح ثورته وبالا عليه وعلى شعبه.
يناضل أبناء الجنوب عامه في رقعتهم الجغرافية للتحرر من الاحتلال اليمني الذي ادخلوا أنفسهم فيه تحت تأثير المد القومي سابقا في عام 1990م.
ويناضل أبناء المناطق المستضعفة مثل تعز والحديدة واب وريمة والجوف والبيضاء ومارب وحجه في العربية اليمنية (الشمال) لتحسين شروط معيشتهم وبقائهم في ضل واقع هو ما بين الاحتلال المؤبد والعبودية الدائمة للهضبة الزيدية بعد ان تمكن قادة الهضبة خلال ألف ومائتين عام من احتلالهم بتغيير كثيرا من الديموغرافيا لصالحه واماتت فيهم الرغبة في الحرية وغرز في أنفسهم الشعور باستحالة الخلاص والتحرر عبر اسوا نظام اجتماعي قائم يعتمد على شيوخ المناطق المعينين من قادة الهضبة الزيدية والخاضعين لها .
كان ولايزال حكام العربية اليمنية على مر التاريخ القديم والمتوسط والحديث هاجسهم السيطرة واحتلال الجنوب. ودائما ما كان نضال أبناء الجنوب ينتصر في النهاية لطرد الاحتلال اليمني.
ففي التاريخ الوسيط فقط يدون التاريخ دول قامت في العربية اليمنية وأول ما استقام عودها اتجهت بجيوشها لاحتلال الجنوب مثل دولة بني زياد ودولة بني يعفر ودولة بني نجاح ودولة الصليحيين ودولة بني رسول ودولة الطاهريين وكانت هذه اخر الدول التي قدمت من العربية اليمنية لاحتلال الجنوب.
دول الاحتلال هذه لديها نفس الالية لكي تبقى أكبر قدر ممكن في الجنوب قبل الثورة عليها وطردها. وهي نفس الالية والفعل الذي تستعمله عصابات الهضبة الزيدية في العربية اليمنية ويعتمد على ثلاثة عوامل:
الأول-رفع شعارات الدين.
الثاني -فرق تسود بين قبائل ومكونات المجتمع الجنوبي.
الثالث-الكثرة العددية لتعداد سكانهم مقارنة بشعب الجنوب.
وهما نفس العوامل التي تجعلان أبناء الجنوب واي مجتمع حر يتمرد ويثور ويطرد المحتل مهما كان عدد جيشه وعدته.
وفي كل حروب قادة مركز الهضبة الزيدية (القناديل) كانت الأدوات التي يحركوها في الجنوب لأثارة هذه العوامل هما أبناء محافظات العربية اليمنية المستضعفة (الزنابيل) وبالذات القادة المحليين والاتباع في محافظات تعز والحديدة واب ومارب اللاتي لهما حدود مع الجنوب.
-من جهة أخرى فالصورة المرعبة التي نعلمها ويعلم العالم كله بها ان التعامل بالرق والعبودية لازال مستمر ومنتشر ويدار من قبل قادة وشيوخ مركز الهضبة الزيدية المقدسة في العربية اليمنية.
وله محاكم توثيق رسمية لبيع العبيد وشرائهم وارسالهم للحروب وقتلهم وتصدر وثائق بأختام رسمية من هذه المحاكم لصالح ملاك هؤلاء العبيد خاصه محافظات حجه وريمة والحديدة وتعز.
ويعلم قادة ومثقفي مكونات وأحزاب محافظات العربية اليمنية المستضعفة مثل تعز واب والبيضاء والحديدة وحجه ومارب وريمة ان فك ارتباط الجنوب يعني عودتهم الى العبودية للهضبة ومركزها الزيدي المقدس.
لان نضال ومقارعة ومقاومة أبناء الجنوب ساعدت على اضعاف وتحجيم قوة الهضبة ومركزها الزيدي وبالتالي فان ذلك يعطيهم شجاعة في الصراخ ووضع شروط أفضل لتحسين وضعهم في التسلسل الطبقي والسلم الاجتماعي للعبودية بعيدا عن طبقة المهمشين والعبيد المسحوقين مثل الإخذام.
ففي ضل الوحدة تنفسوا قليلا واعطيت لهم المناصب والوظائف الكبيرة في الجنوب وبعض مناطق الشمال.
ولذلك يسعى هؤلاء القادة والمثقفين واتباعهم وبدعم وتوجيه من قادة الهضبة ومركزها الزيدي بكل قواهم لمنع أبناء الجنوب من فك الارتباط والانعتاق واستعادة دولتهم الجنوبية.
ويعتقدوا ان الطريق الأفضل والاسهل هو عرقلة أبناء الجنوب ومنعهم من التحرر والانعتاق.
ويؤمنوا بشده بان الطريق الاخر الذي يعتمد على الكفاح والمقاومة لفك ارتباطهم والانعتاق والتحرر من الهضبة ومركزها الزيدي المقدس مستحيل ولن يؤدي الا لزيادة سحقهم وفرض أدوات العبودية أكثر.
ولهم تجارب مريرة خلال محاولات فاشلة منذ ألف ومائتين عام.
ولهذا فلا غرابة ان نشاهد الحوثي وهو يمثل في الوقت الحالي للهضبة الزيدية الزعيم الأوحد ورغم ما عمله من تشريد وقتل وطرد وتفجير واحتلال منازل هؤلاء.
نجدهم يدعموه من تحت الطاولة بالأموال والسلاح والرجال والاحداثيات وفي المحافل الخارجية والدبلوماسية وغيرها ليستمر بالصمود امام دول التحالف العربي وقوات المقاومة الجنوبية. عبر سيطرتهم على قرارات حكومات الشرعية في الرياض بعد ان التحقوا بها بإيعاز من مالكهم الزيدي في صنعاء.
ولذلك فمنطقيا ليس لديهم قضية اطلاقا مع قادتهم في الهضبة الزيدية.
وقضيتهم أصلا مع شعب الجنوب بذريعة الحفاظ على الوحدة واستمرار الحرب باسمها من خلال النهب والسلب والفيد والقتل والتدمير والاغتيالات والتفجيرات واشعال حرب الخدمات وقطع المرتبات وتدهور العملة في الجنوب.
وبما انهم اختاروا هذا الطريق الأقل صعوبة. وهو طريق النضال والقتال ضد شعب الجنوب لإبقاء الجنوبيين في الوحدة مع المركز للنضال معا لتحسين شروط العبودية.
فيعتقدوا ان أول حجر تعيق طريقهم هذا ويجب ابعادها هي دولة الامارات العربية.
ومثل كل مره يتكرر الفعل ويعادوا الشعوب والتي تنفجر فيهم وتطردهم وتلفظهم كالجيف.
متناسين انه لولا الامارات لما بقوا في الجنوب دقيقة واحدة وكتب التاريخ شواهد.
(صنعاء يا بلقيس مدينه / تنتشر فيها مقاصل الموت والخطر / قد جاءك الأبرياء امنين مودعين متأهبين للسفر / لا تقطع الشارع وموكب الشيخ يمر/ سيعقرون دمك لإرضائه لا مفر/ النفس عندهم تسوى ثورا ان عقر/ تأخير موكب شيخ مساله ليس فيها نظر/ فالشيخ المبجل في عرفهم / فوق شرع الله... وأرواح الناس وقانون البشر/ هل من مر امام موكب شيخ قد كفر/ ان الصمت يجعل من كل الصامتين اناث ..والقاتل ذكر/ ان السكوت يجعل من كل الساكتين طغاة ..والقاتل منتصر/ قولوا لكل شيخ طاغي ينتظر/ القصاص نافذ وان مد أياما اخر/ القصاص قادم طال الزمن او قصر/ وقولوا للملايين الصامتة / لن يصبح لسان الحق حجر/ قولوا لهم ان مشيختهم مجرد / زريبة تملى بالبعر/ وان عصبة الطغيان لابد لها ان تندحر/ قولوا للملايين الصامتة / ان تأخذ من الماضي عبر/ ان لم يصرخوا الان / فالقيد في الارجل لن ينكسر )
م. جمال باهرمز
10-يوليو-19م