عام للأمنيات
أمنيّات العام الجديد!
ولد صباح اليوم عام جديد ، عام لا نعلم ماذا سيحدث فيه ، وأين سيكون موقعنا منه ؟ أنكون في المقدمة أم في مكان آخر! عام فيه ذات العدد من الأيام و الشهور مثل بقية الأعوام . عام نتمنى أن يكون خيراً من العام الذي قد مضى.
لاشيء في العالم اليوم يبعث على التفاؤل ، فقد كان العام الذي مضى عاماً مليئاً بالحروب، والدماء ، و النـزاعات ، وموت ضمير الإنسانية. عام جعل الأمم المتحدة تعرب عن قلقها المتزايد في السراء ، و الضراء ، و في حال وقوع الأزمات ! عام ذهبت أحداثه بخيرها و شرها إلى صفحات التاريخ كي تروى للأجيال القادمة ، وكل عام و أنتم بخير.
كل إنسان لديه من الأمنيات الشيء الكثير ، و يتمنى أن تتحقق في هذا العام الجديد ، لكن ذلك قد يكون محال ؛ نظراً لما يقبل عليه العالم من حالة عدم الاستقرار السياسي و الاقتصادي . لذلك جعل الله لنا الأمل كي نستنشق منه إيجابية الحياة ، و في الحديث الشريف " ويعجبني الفأل " وهو توجيه نبوي كريم يحث على التفاؤل.
لا يمكن للإنسان أن يعيش دون الأمل ؛ لأنه إكسير الحياة الذي يدفع الإنسان نحو أهدافه و غاياته مهما صعبة الحياة . فالطالب يجتهد و يسهر الليالي أملاً في النجاح ، و الزارع يكدح و يحرث الأرض أملاً في الحصاد .
أعلِّلُ الـنـفـس بالآمالِ أرقُبها.
ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ، إن العام الذي يمضي دون إنجاز يذكر أو تغيير يُلمس لهو عام جامد لم نعشه ! ذلك لأن عمر الإنسان لا يُقاس بالأعوام التي عاشها ، و إنما يقاس بالمنجزات التي أنجزها .
فكم من شخص عاش أكثر من سبعين عاماً دون أن ينجز شيئاً يذكر على الصعيد الشخصي أو الأسري أو العلمي أو الاجتماعي ، و إنما عاش على هامش الحياة تحت عبارة لا استطيع !
وكم من شخص استطاع في بضعة أعوام قليلة أن يشق لنفسه طريقاً رغم الصعاب و يكافح حتى وجد الطريق بعد النصب ، والذات بعد التعب، وعاش في قلب الحياة ؛ لأنها لا تستجيب إلا لمن يطرق أبوابها ، و يستمر في ذلك ، ولا يستسلم حتى ينال مبتغاه !
لا يمكن لأحد كائناً من كان أن يتنبأ بالمستقبل ، لكنه يستطيع أن يتخيل بشيء من الوضوح ما يريده في المستقبل ، و يخطط له ، و يفعل كل ما يستطيع من أجل ذلك ، خيراً له من القلق و التخاذل و الانزواء . و الحكمة الصينية تقول :
" أن توقد شمعة ... خير من أن تلعن الظلام ".
مع تمنياتي لكم بعام أفضل تحققون فيه كل ما تتمنون.