مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
الجنوبيون ليسوا هنوداً حُمر والإرهاب الإعلامي لا يخيفهم
إعلان مبادئ القانون الدولي لعام 1970 يقول : "إن إنشاء دولة مستقلة ذات سيادة أو الانضمام الحر إلى دولة مستقلة أو الارتباط بها أو إنشاء أي وضع سياسي آخر يحدده الشعب بحرية هو شكل من أشكال ممارسة حق الشعب في تقرير المصير" والجنوب اليوم من باب المندب حتى المهرة دخل في مرحلة انتقالية جديدة لا عودة عنها تقوده نحو دولة مستقلة ذات سيادة .
ما أن اتضحت صورة الأوضاع في الجنوب بعد سيطرة القوات المسلحة الجنوبية على العاصمة عدن و تسلم المجلس الانتقالي إدارة الملف الجنوبي كاملا للمرحلة الانتقالية ، حتى جن جنون التابعين للهضبة المقدسة في داخل الجمهورية اليمنية و خارجها وأخذوا يشنون حرب إعلامية مفتوحة ضد الجنوب و يصرخون و بصوت واحد متفق عليه مدروس ومنسق ومدفوع مسبقا قائلين مثل الكورال أن ما حدث في عدن انقلاب وأن الجنوب في خطر وأن الجنوبيين سيدخلون في حرب أهلية طويلة المدى والجنوبيين ذبحوا الوحدة من الوريد إلى الوريد ويربطون بشكل خبيث ورخيص بين الحركة الحوثية التي لازالت تسيطر على أرضهم في الشمال وبين المجلس الانتقالي الذي حرر الجنوب بمساعدة التحالف العربي من الحوثي وعفاش والاصلاح و يمثل شريحة واسعة من الجنوبيين ويسعى لتحقيق حلمهم في استعادة دولتهم المستقلة ذات سيادة .
الأزمة الأخيرة كانت في الجنوب وفي قلب عدن وشأن جنوبي خالص (pure ) ، لكن المضحك والمبكي أن من اطل على قنوات التلفاز المختلفة للحديث عن الأزمة كانوا من خارج البلاد ومن مستويات عليا ، عبدالملك المخلافي ومحمد جميح و بمشاركة قوية من صحفيين وناشطين حقوقيين وجميعهم من أبناء المحافظات الشمالية ((pure أمثال عبد الناصر المودع ، البراء شيبان ، علي البخيتي ، فيصل المجيدي ، ماجد المذحجي ، د . نجيب غلاب ، د . عبدالباقي شمسان ، وضاح الجليل ، عبدالكريم المدي ، محمد المخلافي ، خالد عقلان ، إبراهيم القعطبي ، وليد الابارة ....الخ من أساتذة الكذب ، الذين ظهروا على شاشات التلفاز بوجوه بائسة تعبانه وروح مكسورة مشبعين بالحقد الواضح ، الذي لن تراه حتى في حاخام يهودي متطرف يتحدث عن حقوق الشعب الفلسطيني أما في حديث هؤلاء الناشطين و الصحفيين عن الجنوبيين فمن الممكن سماع و رؤية نبرة الاستعلاء واللؤم واضحة وكأنهم يتحدثون عن الهنود الحُمر ، حتى رجل الدين الشيخ صعتر دعمهم في ذلك بفتوى على حسابه في "تويتر" يقول فيها " لأنهم يسعون للانفصال وعودة اليمن إلى شطرين والله سبحانه يدعونا للوحدة لذلك هم يخالفون أمر الله وقتالهم واجب شرعي " ، وهي فتوى لا تختلف عن الفتوى الفاشية للديلمي والزنداني ، التي دعوا فيها لقتل الجنوبيين في حرب 1994 .
لكل المقاتلين الشرسين من فنادق الرياض والقاهرة وتركيا ومن أوروبا وإفريقيا و من جبهات التواصل الاجتماعي من نخبة الهضبة وتجار الدين ، الذين رقصوا فرحا وتشفوا بالأوضاع الصعبة التي مر بها الجنوبيين ، ارجوا من الله أن يجنبهم أمراض الجلطات و البارانويا وحالات الاكتئاب الشديد والوسواس القهري ، بسبب انتصارات الجنوبيين و المجلس الانتقالي و أبشرهم أن المرحلة الصعبة الحالية لن تطول وهي فترة انتقالية تؤسس لبناء دولة النظام والقانون بعيدا عن وحدة جلبت المآسي والقتل والحروب و أوقفت التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في الجنوب .
كلمة أخيرة لأبطال التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي وجهوا أنظاركم وأقلامكم صوب صنعاء فلازال الحوثي ينام في غرف نومكم و اتركوا الإرهاب الإعلامي ضد الجنوب ،لأنه لن يعيد الميت للحياة و رابط الوحدة بين الشمال والجنوب فشل وانتهى فلا تدمروا ما تبقى من رابط إنساني وأخوي بين الطرفين .