آية عز تكتب:
«اليمن المسلوب» في حقبة «منصور الصامت»
منذ أن وصل الرئيس اليمني الحالي «عبد ربه منصور هادي»، إلى سدة الحكم في فبراير 2012، بعد الإطاحة بحكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، دخل اليمن في حقبة سياسية، لا تختلف كثيرًا عن حقبة «صالح»، فمنذ العام الأول لحكم «هادي»، استشرت قضايا الفساد المالي والسياسي والإداري.
وإضافة إلى ذلك ترك «منصور»، جماعة الإخوان المتمثلة في حزب التجمع للإصلاح، تعيث في اليمن فسادًا، وتركهم يسيطرون على أهم المناصب الوزارية في الحكومة، وكان يقف أمام تلك التصرفات مسلوب الإرادة.
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فبسبب ضعف «هادي» وصمته عن كثير من الأخطاء، استطاعت جماعة الحوثي الموالية والممولة من إيران، أن تنقلب عليه، وتفرض سيطرتها على أهم الأجهزة الحيوية في اليمن.
وفي 20 يناير 2015، وضعه الحوثي تحت الإقامة الجبرية بعد الاستيلاء على العاصمة «صنعاء»، وحينها تم فرض حصار على قصره الرئاسي، وبعد الكثير من المفاوضات تم فك الحصار، ورفعت عنه الإقامة الجبرية.
وفي 22 يناير 2015، قدم «هادي» استقالته لمجلس النواب، ووقع على اتفاقية سياسية مع الحوثيين عرفت بـ«اتفاق السلم والشراكة الوطنية»، وهي التي أتاحت لهم فرصة توسيع رقعة السيطرة على العاصمة صنعاء.
وفي فبراير 2015 فر الرئيس اليمني إلى عدن، ثم أعلن سحب استقالته، وحاول حينها بسط سيطرته على الجيش اليمني، عن طريق إقالة قائد فرع قوات الأمن الخاصة «عبد الحافظ السقاف»، أحد المحسوبين على الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح.
إلا أنه خلال تلك الفترة المضطربة، استطاعت طهران فرض نفوذها ومرجعيتها الفكرية في أجزاء كبيرة من اليمن، ومن أبرز تلك الأماكن «جبال مران» بصعدة.
من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني، محمد الحميري: إن الرئيس اليمني الحالي مجرد أداة تحركها جماعة الإخوان كما تريد، فهو عبارة عن رئيس صوري أمام المجتمع الدولي، لكن فعليًّا مَن يتحكم في زمام الأمور في البلاد، اثنان هما الإخوان والحوثيون، وتربطهما مصالح مشتركة.
وأكد الحميري، أن الرئيس عبد ربه منصور هادي، ساهم كثيرًا في هذا الوضع السيئ الذي وصل له اليمن الآن، فمن البداية وقف صامتًا أمام تحركات الإخوان، وتركهم يتوغلون داخل أروقة الدولة، ثم صمت مرة أخرى أمام انقلاب الحوثيين، ولم يتصرف معهم بشكل صارم، وهذا الأمر أعطاهم فرصة كبيرة للتمدد في البلاد، وبسط النفوذ الإيراني.
المرجع